للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ابتداء وخبر، والإشارة إلى ترك الشرك، أي: ذلك التوحيد من فضل الله على الرسل وعلى المرسل إليهم، لأنهم نبهوهم عليه وأرشدوهم إليه، وهذا عام والمراد به الخاص، وهم الذين اتبعوهم وأخذوا بدينهم.

قوله عز وجل: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ} قيل: فيه وجهان.

أحدهما: يريد يا صاحبيَّ في السجن، فأضافهما إلى السجن، كقولهم:

٣٣٤ - * يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ ... ...................... (١) *

فكما أن الليلة مسروقٌ فيها غير مسروقةٍ، فكذلك السجن مصحوبٌ فيه غير مصحوبٍ، وإنما المصحوب غيره، وهو يوسف عليه السلام.

والثاني: يريد يا ساكني السجن، كقوله: {أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (٢).

وقوله: {أَمِ اللَّهُ} (أم) هاهنا متصلة.

{مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٤٠)}:

قوله عز وجل: {مَا تَعْبُدُونَ} خطاب لهما، ولمن على دينهما من أهل مصر. {إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} أي: سميتم بها، يقال: سميت فلانًا بزيدٍ، وسميته زيدًا. والمفعول الثاني هنا محذوف، أي: سميتموها آلهة، و {أَنْتُمْ} توكيد للتاء والميم في {سَمَّيْتُمُوهَا}، وإنما أكد ليحسن العطف على


(١) تقدم هذا الشاهد أيضًا عدة مرات، انظر أولها برقم (١٦).
(٢) سورة الحشر، الآية: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>