للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير المرفوع المتصل. و {سَمَّيْتُمُوهَا} في موضع النصب على النعت لأسماء.

واختلف في {أَسْمَاءً} هنا:

فقيل: المراد به المسميات، لأنهم عبدوا الأشخاص دون الأسماء، على معنى: أنكم سميتموها آلهة، فتعبدون هذه الأجساد لهذه الأسماء التي سميتموها بها من غير حجة.

وقيل: المراد به الأسماء دون المسميات، على معنى: أنكم لا تعبدون هذه الأصنام لكونها حجارة أو خشبًا أو ذهبًا، وإنما تعبدونها لكونها آلهة، وأنتم سميتموهِا آلهةً، فأنتم إذًا تعبدون الأسماء دون المسميات، وهذا الوجه هو اختيار أبي إسحاق وبه صَرّح، قال: أنتم جعلتم هذه الأصنام آلهة (١). والألوهية لا تصح للأصنام، فأسماؤها إذًا فارغة من المسميات، فأنتم إذًا تعبدون الأسماء (٢).

وقوله: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا} أي: بعبادتها أو بتسميتها. {مِنْ سُلْطَانٍ} من حجة. {إِنِ الْحُكْمُ} في أمر العبادة والدين {إِلَّا لِلَّهِ} ثم بين ما حكم به فقال: {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}.

{يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (٤١)}:

قوله عز وجل: {فَيَسْقِي رَبَّهُ} الجمهور على فتح الياء وكسر القاف على البناء للفاعل، يقال: سقيت فلانًا الماء، إذا ناولته فشرب، أو كان من يدك إلى فيه، وأسقيته، إذا جعلت له شِرْبًا. وقيل: هما لغتان بمعنى (٣)، وقد جمعهما لبيد في قوله:


(١) معاني الزجاج ٣/ ١١١.
(٢) انظر في هذا المعنى أيضًا زاد المسير ٤/ ٢٢٦.
(٣) انظر مصادر الشاهد التالي. وقال الأصمعي. هما يفترقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>