للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمانًا؟ قلت: إذا أوقعتها صفة لبقرات فقد قصدت إلى أن تُمَيِّزَ السبع بنوع من البقرات وهي السمان منهن لا بجنسهن، ولو وصفت بها السبع لقصدت إلى تمييز السبع بجنس البقرات لا بنوع منها، ثم رجعت فوصفت المميَّزَ بالجنس بالسِّمَن، انتهى كلامه (١).

وقوله: {يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ} (يأكلهن) في موضع جر إن جعلته نعتًا للمميِّز، أو نصب إن جعلته صفة للمميَّز.

والعجاف: التي قد بلغت في الهزال الغاية والنهاية، واحدها عَجْفاء، والذَّكَر أعجف، والجمع فيهما: عجاف على غير قياس، لأن أَفْعَل أو فَعْلاء لا يجمع على فِعَالٍ، ولكنهم بنوه على سمان، والعرب قد تبني الشيء على ضده، كما قالوا: عَدُوَّةٌ بناء على صديقةٍ، والعَجَفُ: أشد الهُزَال، وفعله: عَجِفَ يَعْجَفُ، بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر عَجَفًا فهو أعجف، وأعجفه غيرُه، أي: هَزَله.

وقوله: {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ} عطف على {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ}. والكلام في جر {خُضْرٍ} وجواز نصبه كالكلام في {سِمَانٍ}.

وقوله: {وَأُخَرَ} في موضع جر أو نصب على ما ذكر آنفًا في {سِمَانٍ}، والتقدير: ورأيت سبع سنبلات خضر، وسبع سنبلات أخر يابسات. ولا يجوز أن تكون في موضع جر عطفًا على {سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ} كما زعم بعضهم، لما فيه من التناقض والتدافع، وذلك أن عطفها على {سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ} يقتضي أن تدخل في حكمها مميِّزًا للسبع كالسنبلات، ولفظ الأخر، يقتضي أن يكون غير السبع، فاعرفه فإنه موضع (٢). {يَابِسَاتٍ} صفة و (أُخر).


(١) الكشاف ٢/ ٢٥٨.
(٢) انظر الكشاف ٢/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>