للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتل أخونا، فينضم أيضًا اكتياله إلى اكتيالنا، أو يكن سببًا للاكتيال، فإن امتناعه بسببه، فكأنه هو الذي يكيل لهم.

{قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤)}:

قوله عز وجل: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، و (ما) مصدرية، أي: هل آمنكم عليه أمنًا مثل أمني إياكم على أخيه؟ . والاستفهام هنا بمعنى النفي، أي: لا آمنكم عليه فإنه لا ينفعني الأمن مع اختياري خيانتكم.

وقوله: (فاللهُ خيرٌ حِفْظًا) قرئ بكسر الحاء وإسكان الفاء من غير ألف (١)، وهو مصدر قولك: حَفِظَ يَحْفَظُ حِفْظًا، ونصبه على التمييز، أي: فالله خير منكم حِفْظًا، أي: حِفْظُ الله خيرٌ من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم بقولكم: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٢).

وقرئ: (حافظًا) بفتح الحاء وكسر الفاء مع ألف بينهما (٣)، وهو اسم الفاعل، وفي نصبه وجهان:

أحدهما: تمييز، كقولك: هو خيرهم رجلًا، ولله درُّه فارسًا، وهو الوجه لأن (خيرًا) هنا بمعنى: أخير، وإذا كان كذلك فلا بد له من مميز.

والثاني: حال، أي: فالله خير في حال حفظه ولم يزل، سبحانه ما أعظم شأنه.


(١) قرأها أكثر العشرة كما سوف يأتي.
(٢) الآية (١٢) من هذه السورة.
(٣) قرأها حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخلف. والباقون على الأولى. انظر السبعة / ٣٥٠/. والحجة ٤/ ٤٣٨ - ٤٣٩. والمبسوط / ٢٤٧/.

<<  <  ج: ص:  >  >>