للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرئ أيضًا: (يرفع) بالياء (درجاتٍ) بالتنوين (١)، والمنوي فيه لله جل ذكره.

وقوله: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (عليم) رفع بالابتداء وما قبله خبره، أي: فوقه أرفع درجة منه في علمه. وقيل: المراد بالعليم الله جلت عظمته، بمعنى: فوق العلماء كلهم عليم، هم دونه في العلم وهو الله عز وعلا (٢).

وقرئ: (فَوقَ كُلِّ ذي عَالِمٍ عَليمٌ) (٣)، على جعل (عالم) مكان {عِلْمٍ}، وفيه ثلاثة أوجه ذكرهن أبو الفتح:

أحدهما: أن يكون عالم مصدرًا كالباطل وشبهه مما هو على وزنه، فتكون هذه القراءة كقراءة الجماعة.

والثاني: أن يكون من إضافة المسمى إلى الاسم، أي: وفوق كل شخص يسمى عالمًا، أو يقال: له عالم عليم، وأنشد:

٣٤٢ - إِلَيْكُم ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوَازعُ مِنْ قَلْبِي ظِمَاءٌ وَأَلْبُبُ (٤)


(١) هكذا تبعًا لعبارة الزمخشري ٢/ ٢٦٨. والزمخشري لم يذكر القراءتين السابقتين فكأنهما عنده هنا قراءتان وليس كما توهم عبارة المصنف. وقد قرأ يعقوب (يرفع) بالياء (درجاتِ) غير منون كما تقدم. انظر المصادر السابقة. لكن يعقوب قرأ (درجاتٍ) منونة في آية الأنعام فقط. انظر المبسوط/ ١٩٨/. والنشر ٢/ ٢٦٠. والله أعلم.
(٢) هكذا حكى الزمخشري ٢/ ٢٦٨ المعنيين. وجمع أكثر المفسرين بينهما وقالوا: فوق كل ذي علم رفعه الله بالعلم من هو أعلم منه حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى. قال الطبري: وإنما عنى بذلك أن يوسف أعلم إخوته، وأن فوق يوسف من هو أعلم منه حتى ينتهي ذلك إلى الله تعالى. انظر جامع البيان ١٣/ ٢٦. ومعاني الزجاج ٣/ ١٢٢ ومعاني النحاس ٣/ ٤٤٨ - ٤٤٩. وزاد المسير ٤/ ٢٦٢. واقتصر الفراء ٢/ ٥٢ على المعنى الأول.
(٣) نسبت إلى ابن مسعود - رضي الله عنه -. انظر المحتسب ١/ ٣٤٦. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٤٦. والبحر ٥/ ٣٣٣. والدر المصون ٦/ ٥٣٤. وروح المعاني ١٣/ ٣١. وكلهم حكاها كما أثبتها المصنف وهو الصحيح كما في شروحهم لها. وأثبت في مختصر الشواذ/ ٦٥/ هكذا: (وفوق كل ذي علم عالم). والله أعلم.
(٤) البيت للكميت من قصيدته البائية المشهورة في مدح آل البيت. وانظره في الخصائص =

<<  <  ج: ص:  >  >>