للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الحسن: (وُعاء أخيه) بضم الواو (١)، وهي لغية.

وإنما قال: {اسْتَخْرَجَهَا} فأنّث بعد أن ذكّر في قوله: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ ..... وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} لما ذكرت قبيل: من أن الصواع يذكر ويؤنث، أو على إرادة السقاية. وقيل: الضمير للسرقة (٢).

وقوله: {كَذَلِكَ كِدْنَا} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: كدنا له كيدًا مثل ذلك الكيد العظيم، يعني: عَلَّمناه إياه وأوحينا به إليه. وقيل: كدنا لأجله إخوته، بأن رددنا الحكم إليهم حتى أُخذ منهم أخوهم بما يوجبه حكمهم (٣).

وقوله: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (أن) في موضع نصب على الاستثناء، والأصل: إلّا بأن يشاء الله، أي: إلا بمشيئة الله، والاستثناء منقطع، ويحتمل أن يكون متصلًا، أي: ما كان له أن يأخذه في كل حال إلا في حال مشيئة الله وإرادته ذلك، وهو أَنْ كاد له حتى وجد السبيل إلى ذلك، بأن أجرى على لسان إخوته أنَّ جزاء السارق الاسترقاق، فأقروا به ورضوا بتسليم الأخ إليه، وذلك لم يكن إلا بمشيئة الله وإذنه فيه.

وقوله: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قرئ: (دَرَجَاتِ مَنْ) بالإضافة (٤)، وهي مفعول {نَرْفَعُ}. وقرئ بالتنوين (٥)، و {مَنْ} مفعول {نَرْفَعُ}، و {دَرَجَاتٍ} مفعول ثان على إرادة الجار، وهو إلى، أو ظَرْفٌ، وقد ذكر في "الأنعام" (٦).


(١) كذا قراءة الحسن رَحِمَهُ اللهُ في المصادر السابقة، وانظرها أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ١٥١.
(٢) قدم الفراء ٢/ ٥٢ هذا الوجه على الوجهين السابقين. وأخره النحاس ٢/ ١٥١. وحكى الطبري ١٣/ ٢٤ الأوجه الثلاثة.
(٣) انظر هذا المعنى في جامع البيان الموضع السابق.
(٤) قراءة صحيحة لأكثر العشرة كما سيأتي.
(٥) قرأها الكوفيون الأربعة. والباقون على الأولى. انظر السبعة ٢٦١ - ٢٦٢ حيث ذكرت في آية الأنعام. والمبسوط/ ٢٤٧/. والتذكرة ٢/ ٣٨١.
(٦) عند إعراب الآية (٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>