للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي المسؤول عنه جزاؤه، ثم أفتوا بقولهم: {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} كما يقول من يُستفتى في جزاء صيد المُحْرِم: جزاء صيد المحرم ... ثم يقول: {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} (١).

{وَمَنْ} على الوجه الأول موصولة والفاء للعطف، وعلى الثاني شرطية والفاء جوابها، أو موصولة ودخلت الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام.

والهاء في قوله: {جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ} للمسووق، أو للسارق، أو للسَّرْفِ على ما أوضحت في قوله: {فَمَا جَزَاؤُهُ}، وكذلك الهاء في قوله: {جَزَاؤُهُ} الأخير. والضمير في قوله: {فِي رَحْلِهِ} لـ {مَنْ} فاعرفه فإنه موضع.

وقوله: {كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} محل الكاف النصب على النعت لمصدر محذوف، أي: نجزي السارقين جزاء مثل ذلك، والإشارة إلى الحكم وهو من كلام أخوة يوسف عليه السلام، أي: هذا شرعنا في جزاء السارق.

{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)}:

قوله عز وجل: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ} الجمهور على كسر واو (وِعاء) على الأصل، لأنه من وعيت الشيء أعيه وعيًا، وأوعيت الزاد والمتاع، إذا جعلته في الوعاء. وقرئ: (إعاءِ اخيه) بالهمزة (٢)، على قلب الواو همزة، ونظيره: وساده وإسادة، ووِجاح وإجاح، وهو السِّتْر، وإنما فروا إلى الهمزة لثقل الكسرة على الواو.


(١) سورة المائدة، آية: ٩٥.
(٢) نسبت هذه القراءة إلى سعيد بن جبير رَحِمَهُ اللهُ، وعيسى. انظر مختصر الشواذ/ ٦٥/. والمحتسب ١/ ٣٤٨. والكشاف ٢/ ٢٦٨. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٤٥. وقال النحاس في الإعراب ٢/ ١٥١: هي لغة هذيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>