للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجهين، ولك أن تجعل خبر {مَا} إذا كان محله الرفع على الابتداء والخبر {فِي يُوسُفَ} وهو الوجه عندي لما ذكرت آنفًا من أنَّ (قبل) إذا وقعت خبرًا أو صلة لا تقطع عن الإضافة، ويكون (من قبل) من صلة هذا الخبر الذي هو {فِي يُوسُفَ} وإن تقدم عليه، لأن الظرف تكفيه رائحة الفعل، فاعرفه.

وقوله: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} (الأرضَ) نصب بأبرح على أنها مفعول به، بمعنى: فلن أفارقها، أو ظرف له، بمعنى: فلن أزول فيها. و {حَتَّى} غاية له.

وقوله: {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} يعني في ظاهر الأمر، وقرئ: (سُرِّق) بضم السين وكسر الراء مع تشديدها (١)، بمعنى: نسب إلى السَّرقِ، كفُسِّقَ وَخُوّنَ، إذا نسب إلى الفسق والخيانة.

{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٨٢) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٨٣)}:

قوله عز وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} فيه وجهان:

أحدهما: على حذف المضاف، أي: واسأل أهلها، ثم حذف المضاف، إذ لا يلبس أن المسؤول أهلها لا هي.

والثاني: لا حذف، والمعنى: واسأل القرية نفسَها عن القصة، لأنك نبي ذو جاه ومنزلة عند الله، ولا يستنكر أن تكلمك هي نفسها فتخبرك بالحال (٢).


(١) نسبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -، وأبي رزين، والضحاك، كما رويت عن الكسائي. انظر جامع البيان ١٣/ ٣٥. ومعاني النحاس ٣/ ٤٥٢، وإعرابه ٢/ ١٥٤. والنكت والعيون ٣/ ٦٧ - ٦٨. ومعالم التنزيل ٢/ ٤٤٣. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٥٥. وزاد المسير ٤/ ٢٦٧.
(٢) انظر هذا المعنى في النكت والعيون ٣/ ٦٨. وحكاه ابن الجوزي، ٤/ ٢٦٨ عن ابن الأنباري. لكن استبعده ابن عطية ٩/ ٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>