للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللام في {لَأَنْتَ} لام الابتداء، وأنت على قراءة الجمهور يحتمل أن يكون مبتدأ، وأن يكون فصلًا، ولا يجوز أن يكون توكيدًا للكاف، كقولك: مررت بك أنت، وبه هو؛ لأجل اللام الفاصل بينهما، ولا يجوز الفصل بين المؤكَّد والمؤكِّد بشيء، فاعرفه.

وقوله: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} كلام مستأنف، وقيل: هو حال من {يُوسُفُ} و {أَخِي}، وليس بشيء لعدم العامل، فإن قلت: العامل في الحال (هذا) قلت: لا يجوز، لأجل أن (هذا) إشارة إلى الأخ وحده، والمراد بـ {عَلَيْنَا} كلاهما (١).

وقوله: {إِنَّهُ} أي: إن الأمر والشأن.

{مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}: (مَنْ) شرطية في موضع رفع بالابتداء، {يَتَّقِ} جزم بها، وعلامة المجزم حذف الياء، {وَيَصْبِرْ} عطف عليه.

{فَإِنَّ اللَّهَ} الفاء جواب الشرط، والخبر فعل الشرط أو الجواب على الخلاف المذكور في غير موضع. وقرأ قنبل عن ابن كثير: (يَتقي) بالياء (٢)، وفيه ثلاثة أوجه:

أحدهما: أنه قدر الحركة على الياء فحذفها للجزم، وبقى الياء ساكنة، وجعل المعتل كالصحيح، كما قَدَّرَ ذلك وجعله كالصحيح مَنْ قال:

٣٤٨ - أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمِي ... ....................... (٣)

والثاني: أنه أشبع الكسرة فنشأت منها الياء كما تنشأ الألف من الفتحة والواو من الضمة.

والثالث: أنه جعل {مَنْ} موصولة، ورفع (يتقي) لأنه صلة


(١) انظر هذا الوجه وردّه في التبيان ٢/ ٧٤٤ أيضًا.
(٢) والباقون على حذفها. انظر السبعة/ ٣٥١/. والحجة ٤/ ٤٤٧ - ٤٤٨. والتذكرة ٢/ ٣٨٤. والنشر ٢/ ٢٩٧.
(٣) تقدم هذا الشاهد برقم (٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>