للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونتقوت، ليست مما يتسع به، وألفها عن ياء أصلها واو، من زجا الأمر يزجو، إذا تيسر وسهل.

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٩٠) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (٩١)}:

قوله عز وجل: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} قرئ: على الاستفهام (١) ومعناه: الإلزام والإثبات، لأنه لما قال لهم: {هَلْ عَلِمْتُمْ .... } الآية، عرفوه أنه يوسف، تعضد قراءة من قرأ: (إنك) على الخبر وهو ابن كثير (٢). وقرئ: (أئنك أَو أنت يوسف) (٣) على حذف خبر (إنَّ)، أي: أَإِنَّك يوسف، أو أنت يوسف، كأنه قيل: بل أنت يوسف، فلما خرج مخرج التوقف قال: أنا يوسف، وحَذْفُ خبر (إنَّ) جائز في كلام القوم نظمهم ونثرهم إذا دل عليه الدليل، قال الأعشى:

٣٤٧ - إِنَّ مَحَلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلا ... وإنَّ فِي السَّفْر إذْ مَضَوْا مَهَلا (٤)

أي: إن لنا محلًّا، وإن لنا مرتحلًا، ويقولون: هل لكم أحد؟ إن الناس عليكم، فيقولون: إنَّ زيدًا وإنَّ عمرًا، أي: لنا (٥). وأما في الآية، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه.


(١) هي قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٢) وأبو جعفر أيضًا، وباقي العشرة على الأولى. انظر السبعة/ ٣٥١/. والحجة ٤/ ٤٤٧. والمبسوط/ ٢٤٧/.
(٣) عزيت إلى أُبي - رضي الله عنه -. انظر جامع البيان ١٣/ ٥٥. وحجة الفارسي ٤/ ٤٤٧. والمحتسب ١/ ٣٤٩. والكشاف ٢/ ٢٧٣. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٦٨.
(٤) من شواهد سيبويه ٢/ ١٤١. والمقتضب ٤/ ١٣٠. وشرح الأبيات المشكلة/ ٥٣٣/. والمحتسب ١/ ٣٤٩. والإفصاح/ ٢١٤/. والمفصل/ ٤٠/.
(٥) انظر هذه العبارة في المفصل/ ٤٢/ وشرحه ١/ ١٠٣ - ١٠٤ لابن يعيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>