للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} أي: من فَرَجِهِ وتنفيسه، والرَّوْحُ: الفَرَجُ، عن أبي عمرو (١).

وقرئ: من (رُوحِ الله) بالفحم (٢)، وفيه وجهان، أحدهما: من رحمته التي يحيا بها العباد. والثاني: من روحه الذي خلقه، أي: من الروح الذي هو من عند الله وبلطفه ونعمته، وهو روح يوسف عليه السلام.

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (٨٨) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩)}:

قوله عز وجل: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} أي: الهزال من الشدة والجوع.

وقوله: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} يقال: أزجيت الإبل، إذا سقتها وطردتها، والريح تزجي السحاب، والبقرة تزجي ولدها، أي: تسوقه وتدفعه، وَتَزَجَّيت بكذا: اكتفيت به، وقال:

* تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبلاغِ (٣) *

والمُزْجَى: الشيء القليل. فإذا فهم هذا، فقوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} أي: بقطعة من المال مدفوعة، يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقارًا لقلتها وخساستها. أو: بقطعة قليلة، من قولهم: فلان يزجي العيش، أي: يدفع بالقليل ويكتفي به، أي: جئنا ببضاعة إنما ندافع بها


(١) لم أجد من حكاه عن أبي عمرو، وإنما هو قول ابن زيد، والسدي، وابن إسحاق. انظر جامع البيان ١٣/ ٤٩. والنكت والعيون ٣/ ٧٢. وزاد المسير ٤/ ٢٧٦.
(٢) قرأها الحسن، وقتادة، وعمر بن عبد العزيز رحمهم الله جميعًا. انظر المحتسب ١/ ٣٤٨. والكشاف ٢/ ٢٧٢. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٦٣. والتفسير الكبير ١٨/ ١٥٩.
(٣) وبعده:
* وباكر المعدة بالدباغ *
وانظره في الصحاح، والعباب، واللسان كلها في مادة (بلغ).

<<  <  ج: ص:  >  >>