للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أذابني فتركني مُحْرَضًا، ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، والمذكر والمؤنث لأنه مصدر، والصفة حرِض بالكسر، وقد ذكر آنفًا، ونظيرهما دَنَفٌ وَدَنِفٌ وَحَرَجٌ وحَرِجٌ.

وقرئ: (حُرُضًا) بضم الحاء والراء (١)، ونظيره في الصفات: جُنُبٌ. و {حَتَّى} متعلقة بقوله: {تَذْكُرُ} وغاية له.

{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٦) يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (٨٧)}:

قوله عز وجل: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} البث: أشد الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتى يبثه إلى الناس، أي: ينشره. وأصل البث: البسط والنشر، وعن الحسن: (وَحَزَنِي) بفتح الحاء والزاي (٢). (وَحُزُنِي) بضمهما (٣).

وقوله: {فَتَحَسَّسُوا} عطف على {اذْهَبُوا}، والتحسس: طلب الإحساس مرة بعد أخرى، والإحساس: الإدراك، {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْر} (٤). وقرئ: بالجيم (٥) من الجس وهو الطلب، وكلاهما متقارب في المعنى.


= والموضح/ ٦٠/. والمفردات (حرض). والنكت والعيون ٣/ ٧٠. والمحرر ٩/ ٣٦١. والزاد ٤/ ٢٧٣.
(١) قرأها الحسن رَحِمَهُ اللهُ. انظر مختصر الشواذ/ ٦٥/. والكشاف ٢/ ٢٧٢. والمحرر الوجيز ٩/ ٣٦٠. والإتحاف ٢/ ١٥٢.
(٢) كما نسبت إلى عيسى. انظر مصادر القراءة السابقة.
(٣) قرأها قتادة. انظر مختصر الشواذ، والكشاف في الموضعين السابقين.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٥٢.
(٥) نسبها ابن خالويه/٦٥/ إلى النخعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>