للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {عَلَيْهِ} متعلق بـ (توقدون)، وأما قوله: {فِي النَّارِ} فيحتمل أن يكون متعلقًا به أيضًا، لأنه قد يوقد على ما ليس في النار، بشهادة قوله: {فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ} (١) فهذا إيقاد على ما ليس في النار وإن كان يلحقه وهجها ولهبها، وأما قوله: {بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} (٢) فالمعنى على: من في قرب النار، ليس المراد به متوغلها ومَن حولها ممن لم يقرب منها قرب الآخرين، فاعرفه فإنه قول الشيخ أبي علي الفارسي - رحمه الله - (٣).

وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن يكون في موضع الحال من الضمير في {عَلَيْهِ}، أي: وما توقدون عليه كائنًا أو ثابتًا في النار (٤). والفصل بين الموضعين أنك إذا جعلته من صلة (توقدون) كان عاريًا من الذكر، وإذا جعلته من صلة محذوف كان فيه ذكر عائد إلى ذي الحال مرتفع به ارتفاعه باسم الفاعل الذي ناب هذا عنه، وقد ذكر نظيره قبيل.

وقوله: {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ} مفعول من أجله. أي: لطلب حلية، وقد جوز أن يكون في موضع الحال (٥).

وقوله: {أَوْ مَتَاعٍ} عطف على {حِلْيَةٍ}، والحلية: الزينة، كالذهب والفضة وغيرهما من الجواهر، كحلية المرأة والسيف وغيرهما، وجمعهما: حِلىً بالكسر كلِحية ولِحىً وربما ضم (٦). والمتاع: ما ينتفع به كالصُّفْر والحديد وغيرهما من جواهر الأرض.

وقوله: {زَبَدٌ مِثْلُهُ} (زبد) رفع بالابتداء، و (مثله) صفته، والظرف


(١) سورة القصص، الآية: ٣٨.
(٢) سورة النمل، الآية: ٨.
(٣) في كتابه الحجة للقراء السبعة ٥/ ١٦ - ١٧.
(٤) نسب ابن عطية ١٠/ ٣٣ هذا الوجه لمكي وغيره، وليس في المشكل أو الكشف.
(٥) حكاه أبو حيان ٥/ ٣٨٢ عن الحوفي.
(٦) كذا نص الجوهري (حلا).

<<  <  ج: ص:  >  >>