للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم أبو الحسن: أنها لغة (١)، وكما حذفت الزيادة من الكاف فقيل: أعطيتكَهُ، وأعطيتكِهِ، كذلك حذفت الياء اللاحقة للياء كما حذفت من أختيها، وأُقِرَّت الكسرة التي كانت تلي الياء المحذوفة، فبقيت الياء على ما كانت عليه من الكسرة.

وكما لحقت الكاف والتاء والهاء الزيادة، كذلك لحقت الياء الزيادة، فلَحاق التاء الزيادة، نحو: ما أنشد في قول الشاعر:

٣٦٤ - رَمَيْتِيه فأصْمَيْتِ ... وما أخْطَأتِ الرَمْيَه (٢)

فإذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة، وإن كان غيرها أفشى منها، وعضده من القياس ما ذكرنا؛ لم يجز لقائل أن يقول: إن القراءة بذلك لحن لاستقامة (٣) ذلك في السماع والقياس، وما كان كذلك لا يكون لحنًا، انتهى كلامه (٤). هكذا أخبرني شيخنا أبو اليمن الكندي - رحمه الله - بالإسناد عنه بقراءة غيري عليه وأنا أسمع بدمشق المحروسة.

والثالث: أنه كسرها إتباعًا للكسرة التي بعدها، وهي كسرة الهمزة كما قرأ بعضهم: (الحمدِ للهِ) بكسر الدال (٥) إتباعًا لكسرة اللام بعدها، ونحو هذا شائع كثير في كلام القوم.


= أو هكذا:
فبت لدى البيت الحرام أشيمه ... ومطواي من شوق. . . . . . . .
ومعنى مطواي: صاحباي. وانظره في معاني الأخفش ١/ ٢٨. والمقتضب ١/ ٣٩. والأغاني ٢٢/ ١٤٨، والخصائص ١/ ١٢٨. والمحتسب ١/ ٢٤٤. وحكاه الفارسي في الحجة ١/ ١٣٤ عن سيبويه.
(١) لغة أزد السراة. انظر معاني أبي الحسن، والمحتسب في الموضعين السابقين.
(٢) انظر هذا الشاهد دون نسبة أيضًا في حجة الفارسي ٥/ ٣٠. ومشكل مكي ١/ ٤٤٩. وتذكرة أبي حيان / ١١٧/. والدر المصون ٧/ ٩٣. والخزانة ٥/ ٢٦٨. وأصميت الصيد، إذا قتلته وأنت تراه. وفي رواية: فأقصدت. وأقصد السهم، أي أصاب فقتل مكانه.
(٣) في حجة الفارسي كما سوف أخرج (استفاضة).
(٤) أي كلام الفارسي. انظر الحجة للقراء السبعة ٥/ ٢٩ - ٣٠.
(٥) تقدمت في موضعها من الفاتحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>