للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلوب عن مواضعها فصارت في الحناجر (١). وقال: أريد بالأفئدة مواضع القلوب، وأنها خلت عن القلوب، فصارت هواءً.

وعن أبي عبيدة: جُوْفٌ لا عقول لهم (٢). وقيل فيه غير ذلك (٣).

{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (٤٥)}:

قوله عز وجل: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} (يوم) مفعول ثان لأنذر، أي: خَوَّفْهم إياه، والإنذار: إعلام مع تخويف، وهو يوم القيامة، ولا يجوز أن يكون ظرفًا للإنذار، لأن الإنذار لا يكون في ذلك اليوم.

وقوله: {فَيَقُولُ الَّذِينَ} عطف على قوله: {يَأْتِيهِمُ}، فلذلك رفع بالابتداء (٤)، ولا يجوز نصبه على الجواب، إذ المعنى ليس عليه (٥).

وقوله: {نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} جزمًا على جواب شرط محذوف.

وقوله: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} أي: فيجابون ويقال لهم: كيت وكيت، و {مَا لَكُمْ} جواب القسم، وإنما جاء بلفظ الخطاب لقوله: {أَقْسَمْتُمْ} ولو حكي لفظ المقسمين لقيل: ما لنا من زوال، واختلف في معناه:


(١) رواه عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. انظر زاد المسير ٤/ ٣٧١. وبمعناه روي عن قتادة، انظر النكت والعيون ٣/ ١٤١. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٩.
(٢) مجاز القرآن ١/ ٣٤٤.
(٣) انظر النكت والعيون، وزاد المسير في الموضعين السابقين.
(٤) يعني على الاستئناف غير متعلق بما قبله.
(٥) كذا في إعراب النحاس ٢/ ١٨٦. وقال الفراء ٢/ ٧٩: ولو كان جوابًا لجاز نصبه ورفعه. وانظر جامع البيان ١٣/ ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>