للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} ابتداء وخبر في موضع الحال إما من {الْمُجْرِمِينَ}، أو من المنوي في {مُقَرَّنِينَ} أو مصفدين (١).

والسرابيل: القمصان، واحدها: سِرْبالٌ، والسربال: القميص، وَسَرْبَلْتُهُ فَتَسَرْبَلَ، أي: ألبسته السِرْبالَ. وقيل: السربال كل ما يلبس (٢).

والقَطِران: شيء يُتَحَلَّبُ من شجر يسمى الأَبْهَلَ فيطبخ فَتُهْنَأ به الإبل الجربى (٣). يقال: قطرت البعير، إذا طليته بالقطران.

قال أبو الفتح: وفيه ثلاث لغات: قَطِران بفتح القاف وكسر الطاء، وَقَطْران وقِطْران بفتح القاف وكسرها مع سكون الطاء (٤).

وقرئ: (مِن قِطْرٍ آنٍ) (٥). والقِطْر: بالكسر النحاس، أو الصُّفْر المذاب، والآني: الذي قد انتهى حره.


(١) المستفاد من قوله: (في الأصفاد) على الوجه الثاني.
(٢) قاله الزجاج ٣/ ١٧٠.
(٣) كذا في الكشاف ٢/ ٣٠٨.
(٤) المحتسب ١/ ٣٦٧.
(٥) بكسر القاف وتسكين الطاء وتنوين الراء. وآنٍ بمد الهمزة وتنوين النون على كلمتين. وهكذا ضبطت في أغلب المصادر. وقد نص الماوردي وابن الجوزي على ذلك واستشهد له النحاس في معانيه ٣/ ٥٤٦. والقرطبي في جامعه ١٤/ ٢٧٠ بقوله تعالى: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}. والفراء، والماوردي، والقرطبي ٩/ ٣٨٥ بقوله تعالى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}. ولم يختلف أحد في قراءة هاتين الآيتين أنهما بكسر القاف، إلا أن الإمام الطبري ضبطها هكذا (قَطْرٍ آنٍ) بفتح القاف وتسكين الطاء. . . كما وجدتُ لها ضبطًا آخر عند أبي حيان ٥/ ٢٤٠ حيث نص على أنها بفتح القاف وكسر الطاء. . . وتبعه على ذلك السمين ٧/ ١٣٣. والآلوسي ١٣/ ٢٥٧. وقد نسبت هذه القراءة إلى كثيرين منهم: ابن عباس، وأبو هريرة، وعمر، وعلي - رضي الله عنهم -، وعكرمة، والحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة. . . وانظرها في معاني الفراء ٢/ ٨٢. وجامع البيان ١٣/ ٢٥٦. ومعاني النحاس ٣/ ٥٤٦. والمبسوط / ٢٥٧/. والمحتسب ١/ ٣٦٦. والنكت والعيون ٣/ ١٤٥. ومعالم التنزيل ٣/ ٤٢. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٠٤. وزاد المسير ٤/ ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>