للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونهاية صلة {الَّذِينَ} قوله: {يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}.

فإن قلتَ: هل يجوز الوقف على نهاية صلة {الَّذِينَ}؟ قلت: نعم إن جعلت {الَّذِينَ} في موضع نصب، أو في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، وإن جعلته مبتدأ فلا.

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)}:

قوول عز وجل: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}: (كيف): اسم مبني يستفهم به، وهو في الأصل سؤال عن الحال بدليل جوابه، وإنما بني لتضمنه معنى حرف الاستفهام (١)، وحرك لأن ما قبل آخره ساكن، وخُصَّ بالفتح طلبًا للخفة، ومعناه هنا التعجب والإنكار، وهو في موضع نصب على الحال من الضمير في {تَكْفُرُونَ}، وعامله {تَكْفُرُونَ} على تقدير: أَمعاندين أو أمنكرين تكفرون.

{وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا}: الواو في {وَكُنْتُمْ} للحال، و (قد) معه مضمرة، لأن الواو إذا كانت للحال مع الماضي كانت بتقدير (قد)، لأجل أن الحال ما حضر، والماضي منقطعٌ مُنْقَضٍ وهما ضدان، فإن أتيت بقد معه جاز، لأن (قد) يقرب الماضي من الحال فتجري مجرى الحاضر، وإن كانت مع المستقبل لم تحتج إلى قد، لأنك تحكي الحال على ما كانت عليه وقت الوقوع، نحو: جئتُ وزيدٌ يَضْرِبُ، ونظيره قولهم: قد قامت الصلاة. وذلك أنهم لما قصدوا الإخبار بأن الصلاة كأنها قائمة، أتوا بقد ليعلم أن القصد إشرافها على القيام. ولو قيل: قامت الصلاة، كان الظاهر أنها قد انقطعت، فقد جرى قولهم: قد قامت الصلاة مجرى قولك: تقوم الصلاة،


(١) في (أ): لتضمنه حرف الاستفهام. وفي المطبوع: لتضمنه معنى الاستفهام. وما أثبته من (ب) و (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>