للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنه مأخوذ من الأُدْمَةِ وهي اللون الذي يقارب السواد (١).

قال الزجاج: لأن الله عز وجل خلقه من تراب، وكذلك الأُدمة إنما هي مُشَبَّهة بلون التراب، انتهى كلامه (٢).

ووزنه (أَفْعَلُ)، وهمزته مزيدة، وألفه مُبْدلة من همزةٍ هي فاء الكلمة، ولا ينصرف للتعريف ووزن الفعل، فإن نَكَّرتَه بعد التسمية صرفته على المذهبين إن قلت: إنه مأخوذ من أديم الأرض، وإن قلت: إنه مأخوذ من الأدمة لم تصرفه على مذهب صاحب الكتاب، وصرفته على مذهب أبي الحسن، فاعرفه (٣).

وقيل: هو اسم أعجمي، ووزنه (فاعَل) كآزَرَ، والمانع له من الصرف على هذا: العجمة والتعريف، فإن نكّرته صرفته بلا خلاف، والأول أمتن وعليه الجمهور (٤).

وكنيته: أبو البَشَرِ. وقيل: أبو محمد، عن قتادة (٥).


(١) نسب إلى الضحاك وغيره، وانظر القولين في مشكل مكي ١/ ٣٨، والنكت والعيون ١/ ٩٨ - ٩٩. وزاد المسير ١/ ٦٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٦٨، ورجح مكي كونه مأخوذًا من الأدمة، بينما رجح القرطبي ١/ ٢٧٩ الأول محتجًا بقول سعيد.
(٢) معاني الزجاج ١/ ١١٢.
(٣) انظر مذهب سيبويه في الكتاب ٣/ ١٩٣ - ٢٠٥، والمذهبين معًا في معاني الزجاج ١/ ١١٢ - ١١٣، وإعراب النحاس ١/ ١٥٨ - ١٥٩. وانظر فيها حجج كل مذهب، وقد رجح أبو إسحاق قول سيبويه.
(٤) كون (آدم) اسمًا أعجميًا ذكره ابن الأنباري في البيان ١/ ٧٤. وقدمه على كونه مشتقًا، وكذلك فعل السهيلي في الروض الأنف ١/ ١٤. لكن العكبري ١/ ٤٨ نص على أنه ليس أعجميًا، وانظر الكشاف ١/ ٦٢.
(٥) ذكر الكنيتين أيضًا البغوي في معالم التنزيل ١/ ٦٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق (المختصر) ٤/ ٢١٥ عند ترجمة سيدنا آدم عليه السلام، ونقل القرطبي ١/ ٢٧٩ عن السهيلي أن كنيته في الجنة أبو محمد، وفي الأرض أبو البشر. وانظر سبل الهدى والرشاد ١/ ٥٠٧ فقد أورد حديثًا من عدة طرق بأنه يدعى في الجنة أبا محمد تعظيمًا وتوقيرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>