للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبهمة، انقلبت همزة، عن المبرد. وعن أبي علي: الهمزة لام الفعل، فعلى قوله فاؤه ولامه همزة (١).

ويجوز في نحو: {هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ} أربعةُ أَوْجُهٍ: تحقيق الهمزتين وهو الأصل.

وحَذْفُ إحداهما كراهة اجتماعهما، قيل: الأولى، وقيل: الثانية.

وتخفيف الأولى بين بين على مذاق العربية وتحقيق الثانية.

وبالعكس، وقد قرئ بهن (٢).

وقد ذكرت وجه ذلك بأشبع ما يكون في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا.

{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢)}:

قوله عز وجل: {قَالُوا سُبْحَانَكَ}: انتصب {سُبْحَانَكَ}: على المصدر (٣)، وهو اسم واقع موقع المصدر الذي هو التسبيح، وهو تنزيه الله عن السُّوء. فإذا قال القائل: سبحان الله، كأنه قال: أبرئ الله من السوء براءةً، والمضاف إليه في موضع نصب بأنه مفعول به، لأنه هو المسبَّح (٤).

وقد جُوِّز أن يكون في موضع رفع بأنه فاعل على تقدير تَنَزَّهْتَ، والأول أمتن، وعليه الأكثر (٥).


(١) كذا حكى عنهما السمين في الدر المصون ١/ ٢٦٤.
(٢) كلها من المتواتر، وانظر تفصيل ذلك في السبعة / ١٤٠/. والمبسوط ١٢٥ - ١٢٦، والتذكرة ١/ ١١٦ - ١١٧. وانظر العلل والحجج في الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٧٠ - ٧٥.
(٣) لأنه بمعنى: نسبحك سبحانك، وهذا قول الخليل وسيبويه كما في إعراب النحاس ١/ ١٦٠.
(٤) كذا في التبيان ١/ ٤٩.
(٥) في (د) وعليه (المعنى). وقد جوز ذلك العكبري كما في الموضع السابق، وانظر البحر ١/ ١٤٧، والدر المصون ١/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>