للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٦٦) وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (٦٧)}:

قوله عز وجل: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} (ربكم) مبتدأ، و {الَّذِي} وصلته خبره، وقيل: هو صفة لقوله: {الَّذِي فَطَرَكُمْ}، أو بدل منه وإن طال الكلام (١)، لأن القرآن كالسورة الواحدة. والإزجاء: السَّوْقُ والتسيير.

وقوله: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (ضل) جواب (إذا) وهو ناصبها، أي: بطل وزال. وقيل: غاب وذهب عن أوهامكم وخواطركم كلُّ من تدعونه في حوادثكم إلا الله (٢).

فقوله: {إِلَّا إِيَّاهُ} نصب على الاستثناء المنقطع، على: ولكن الله وحده هو الذي ترجونه. وقيل: هو متصل خارج على أصل الباب (٣)، لا على أنه نصب بتدعون كما زعم بعضهم، لأن قوله: {تَدْعُونَ} قد استوفى مفعوله، وهو الذكر المحذوف الراجع إلى الموصول.

{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (٦٨)}:

قوله عز وجل: {أَفَأَمِنْتُمْ} الهمزة للاستفهام الذي معناه الإنكار، والفاء للعطف على محذوف دل عليه معنى الكلام تقديره: أنجوتم فأمنتم، فحملكم ذلك على الإعراض؟


(١) من الآية (٥١). وانظر هذه الأوجه في التبيان ٢/ ٨٢٧ أيضًا.
(٢) قاله الزمخشري ٢/ ٣٦٧.
(٣) قاله العكبري ٢/ ٨٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>