للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أَنْ يَخْسِفَ}: أن وما اتصل بها في موضع نصب بأمنتم، أي: أفأمنتم الخسف؟

وقوله: {بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ} (جانب البر) منصوب بـ {يَخْسِفَ} على أنه مفعول به كالأرض في قوله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} (١) لا على أنه ظرف له كما زعم بعضهم (٢) , لأنه هو المخسوف نفسه لا غيره فيه. و {بِكُمْ} يحتمل أن يكون من صلة الخسف، أي: بسببكم، وأن يكون حالًا من جانب البر، على: أن نخسف جانب البر وأنتم عليه أو به.

قوله: {أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} عطف على {أَنْ يَخْسِفَ}. قال أبو إسحاق: الحاصب: التراب الذي فيه حصباء، والحصباء: حصىً صغارٌ، انتهى كلامه (٣).

والحاصب أيضًا: الريح الشديدة التي تثير الحصباء، أي: نرسل ريحًا ترمي بالحصباء (٤).

وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا} عطف أيضًا على {أَنْ يَخْسِفَ}، أي: ناصرًا، والوكيل: الناصر، والوكيل: الحافظ.

{أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (٦٩) وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)}:


(١) سورة القصص، الآية: ٨١.
(٢) هو النحاس كما في إعرابه ٢/ ٢٥١. وحكاه أبو حيان ٦/ ٦٠ عن الحوفي.
(٣) معانيه ٣/ ٢٥١.
(٤) كذا في النكت والعيون ٣/ ٢٥٧. وحكاه عن الفراء، وابن قتيبة. وهو قول أبي عبيدة في المجاز ١/ ٣٨٥. وانظر جامع البيان ١٥/ ١٢٤. ومعاني النحاس ٤/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>