للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {أَمْ أَمِنْتُمْ} (أم) هنا المنقطعة، أي: بل أأمنتم أن يعيدكم فيه؟ أي: في البحر. و {تَارَةً}: نصب على المصدر.

وقوله: {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} عطف أيضًا. والقاصف: الريح التي لها قصيف، وهو الصوت الشديد، كأنها تتقصف، أي: تتكسر (١).

وقوله: {مِنَ الرِّيحِ} في موضع الصفة لقاصف.

وقوله: {فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ} عطف أيضًا، و (ما) مصدرية، أي: بسبب كفركم.

وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} عطف أيضًا، والباء من {بِهِ} متعلق بقوله: {تَبِيعًا}، والتبيع: التابع، وهو المطالب، ولك أن تجعله من صلة {لَا تَجِدُوْا} (٢)، والضمير في {بِهِ} للخسف، أو للإرسال، أو للإغراق.

وقرئ: (أَنْ نَخْسِفَ) (أَوْ نُرْسِلَ) (أَنْ نُعِيدَكُمْ) (فَنُرْسِلَ) (فَنغرقَكُم) بالنون في الخمسة (٣)، على وجه الإخبار من الله عز وجل عن نفسه بلفظ الجمع تعظيمًا، وهو الواحد الأحد تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

وبالياء فيهن النقط من تحته (٤)، على وجه الإخبار عنه بلفظ الغيبة،


(١) كذا حرفيًا من الكشاف ٢/ ٣٦٨. وقال أبو عبيدة ١/ ٣٨٥: (قاصفًا) أي تقصف كل شيء، أي تحطم. وقال ابن قتيبة كما في زاد المسير ٥/ ٦٢: القاصف: الريح التي تقصف الشجر، أي تكسره. وانظر معاني النحاس ٤/ ١٧٥.
(٢) وجوز أبو البقاء وجهًا ثالثًا، وهو أن تكون حالًا من تبيع. انظر التبيان ٢/ ٨٢٨.
(٣) قرأها ابن كثير، وأبو عمرو كما سوف أخرج وهي مثبتة بالنون في الأصل.
(٤) قرأها الباقون من العشرة عدا أبي جعفر، ويعقوب في رواية رويس فقد قرآ: (فتغرقكم) بالتاء. انظر السبعة / ٣٨٣/. والحجة ٥/ ١١١. والمبسوط / ٢٧٠/. والتذكرة ٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>