الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

إعراب سورة الإسراء - ج: 4 - ص: 218

وقوله: {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (خسارًا) مفعول ثانٍ لـ {يَزِيدُ}، أي: ولا يزيد القرآن المشركين إلا هلاكًا.

{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (٨٣)}:

قوله عز وجل: {وَنَأَى} قرئ: بألفٍ بعد الهمزة بوزن (نعا) (١) على الأصل، لأنه من النأي وهو البعد. وقرئ: بهمزة بعد الألف بوزن ناع (٢) على القلب بتقديم اللام على العين، كقولهم: رآني وراءني على الأصل والقلب كما ترى.

وعن الفراء: أن (ناء) بمعنى نهض (٣)، أي: نهض بالمعصية والكبر، ومنه قوله جل ذكره: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} (٤)، ومنه يسوؤك وينوؤك، أي: يثقل عليك، والوجه أن يكون مقلوبًا وعليه الجمهور، فَتَرْكُ القلبِ لغة أهل الحجاز، والقلبُ لغة هوازن وكنانة وكثير من الأنصار، عن الفراء أيضًا (٥).

{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (٨٤)}:

قوله عز وجل: {أَهْدَى سَبِيلًا} يحتمل أن يكون أفعل من هدى غيره، وأن يكون من هدى بمعنى اهتدى، وأن يكون من اهتدى فيكون على حذف الزيادة (٦). و {سَبِيلًا}: نصب على التمييز. أي: أَسَدُّ مذهبًا وطريقة، أو أحسن مذهبًا ودينًا.

---

(١) قرأها أكثر العشرة، وفيها تفصيل انظره في موضعه الآتي.
(٢) قرأها أبو جعفر، وابن عامر في رواية ابن ذكوان. وانظر القراءتين في السبعة / ٣٨٤/. والحجة ٥/ ١١٥ - ١١٦. والمبسوط / ٢٧١/. والنشر ٢/ ٣٠٨.
(٣) أخذه من تفسير الفراء ٢/ ٣١٠ عند قوله تعالى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} قال: نوؤها بالعصبة أن تثقلهم. وقال الجوهري (نوأ): ناء بالحمل: إذا نهض به مثقلًا. . . ثم ساق قول الفراء.
(٤) سورة القصص، الآية: ٧٦.
(٥) حكاه عنه النحاس في الإعراب ٢/ ٢٥٦.
(٦) انظر هذه الأوجه في التبيان ٢/ ٨٣١ أيضًا.