للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {رَغَدًا}: وصف لمصدر محذوف، أي: أكْلا رَغَدًا واسعًا رافِهًا. يقال: عِيشَةٌ رَغَدٌ ورغْدٌ، أي: واسعة طيبة، ورَغِدَ عيشُهم، ورَغُد أيضًا، بكسر الغين وضمها بمعنًى. وعن ابن كَيسان: هو مصدرٌ في موضع الحال (١).

وقرئ: (رَغْدًا) بسكون الغين، وهما لغتان (٢):

و{حَيْثُ}: ظرف للمكان المبهم مبني، أيْ: أيَّ مكان من الجنة شئتما، وعامله: (وكُلا)، ولك أن تُبدِلَه (٣) من (الجنة)، وتجعل حكمه حكمها في الإعراب والتقدير، لأن الجنة مفعول به لا فيه. وكذا (حيث) إذا أبدلته منها، فاعرفه (٤).

وأصل شئتما: شَيِئْتُمَا، نقلت حركة الياء إلى الشين، وحذفت الياء لالتقاء الساكنين.

وسبب بنائه (٥): لزومه الجملة المُبَيِّنة له تبيينَ الصلة للموصول، نحو: (مَن) و (الذي)، أو لتضمنه معنى (في)، وحُرّك لأن ما قبل آخره ساكن، وحرك بالضم تشبيهًا بقبلُ وبعدُ. وحُكِيَ فيه الضم والفتح، والضم أشبه، وهو لغة التنزيل، وحكي فيه أيضًا الكسر، وليس بالأشيع، والواو مكان الياء وليس بالأعرف.

وقرئ: (ولا تِقربا) بكسر التاء (٦)، لكون ماضيه على (فَعِل) وقد ذُكر في (الحمد) بأشبع من هذا. يقال: قَرِبْتُ الشيء أقرَبُه، بكسر العين في


(١) كذا أيضًا عن ابن كيسان في إعراب النحاس ١/ ١٦٣، ومشكل مكي ١/ ٣٨، وبيان ابن الأنباري ١/ ٧٥.
(٢) نسبها ابن عطية ١/ ١٨٣ وتبعه القرطبي ١/ ٣٠٣ وأبو حيان ١/ ١٥٧ إلى ابن وثاب والنخعي، وقال السمين ١/ ٢٨١: هي لغة تميم.
(٣) في (أ): تجعله.
(٤) كذا أجازه العكبري أيضًا ١/ ٥٢، لكن السمين ١/ ٢٨٣ قال: وفيه نظر ...
(٥) عاد لإعراب (حيث).
(٦) كذا أيضًا في الكشاف ١/ ٦٣، وذكرها أبو حيان ١/ ١٥٨ لغةً عن الحجازيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>