للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{خِلَالَهُمَا} على الظرف، وهو ظرف مكان بمعنى وسط.

{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (٣٤)}:

قوله عز وجل: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} قرئ: بفتح الثاء والميم (١)، وهو جمع ثَمَرة كبَقَرَةٍ وبقر.

وقرئ: بضمهما (٢)، وهو جمع ثِمَارٍ، وَثِمَارٍ جمع ثَمَرٍ، وثَمَر جمع ثَمَرَةٍ، فهو جمع جمع الجمع، أو جمع ثَمَرة، كخشبة وخُشُب.

وقرئ: بتسكين الميم مع ضم الثاء (٣) وهو مخفف منه. والثمر: حمل الأشجار، وأكثر المفسرين على أن الثمر ها هنا: الأموال (٤).

وقوله: {وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} الواو للحال، أي: يراجعه الكلام، من حَارَ يَحُورُ، إذا رجع، ومنه: "أَعُوذُ باللهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ" (٥)، أي: الرجوع بعد الاجتماع والكمال.

وقوله: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} (مالًا ونفرًا) منصوبان على التمييز.


(١) قرأها أبو جعفر، وعاصم، ويعقوب كما سيأتي.
(٢) قرأها الباقون من العشرة عدا أبا عمرو كما سيأتي.
(٣) هذه قراءة أبي عمرو وحده. انظر هذه القراءات المتواترة في السبعة / ٣٩٠/. والحجة ٥/ ١٤٢. والمبسوط / ٢٧٧/. والتذكرة ٢/ ٤١٣.
(٤) انظر جامع البيان ١٥/ ٢٤٥ - ٢٤٦. والنكت والعيون ٣/ ٣٠٦.
(٥) جزء من حديث صحيح في السفر، أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد رحمهم الله جميعًا، وروايته في صحيح مسلم (١٣٤٣) هكذا: والحور بعد الكون. بالنون، قال الترمذي: هما روايتان وكلاهما له وجه، وهما الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية. وانظر كتاب الأذكار للنووي، وغريب أبي عبيد ١/ ٢١٩ - ٢٢٠. وغريب ابن الجوزي ١/ ٢٥١. وتفسير المؤلف - رحمه الله - قريب من هذا الأخير. وانظره أيضًا في كتب الأمثال والمعاجم فقد فسروه بمعنى النقصان بعد الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>