قوله عز وجل:{فَلَمَّا جَاوَزَا} المفعول محذوف، أي: جاوزا مجمع البحرين.
وقوله:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}(أن أذكره) في موضع نصب على البدل من الهاء في {وَمَا أَنْسَانِيهُ}، وهو بدل الاشتمال، لاشتمال الذكر على الهاء في المعنى، أي: وما أنساني ذكره إلا الشيطان، والضمير للحوت.
وقوله:{وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}(عجبًا) منصوب على أحد ثلاثة أوجه:
إما مفعول ثان لاتخذ، كقوله:{سَرَبًا} أي: واتخذ الحوت سبيله في البحر سبيلًا عجبًا.
أو نعت لمصدر محذوف، أي: اتخاذًا عجبًا. وهذا من كلام فتى موسى - عليه السلام -.
أو مصدر، بأن قال عجبًا في آخر كلامه، أي: عجبت عجبًا، تعجبًا من حاله في رؤية تلك العجيبة ونسيانه لها، ويكون من تمام كلام يوشع - عليه السلام - أيضًا.
وقوله:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه.
وقيل: إن {عَجَبًا} من قول موسى - عليه السلام -، أي: عجبت عجبًا (١).