للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يغشيهما حبه تجاوزًا للحد. وقال أبو إسحاق: يحملهما على الرهق وهو الجهل (١). فنصب قوله: {طُغْيَانًا} على أنه مصدر في موضع الحال، أو مفعول له.

وقوله: {خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} (خيرًا) مفعول ثان، و {وَأَقْرَبَ} عطف عليه، والضمير في {مِنْهُ} للغلام، و {زَكَاةً} نصب على التمييز، وكذا {رُحْمًا} نصب على التمييز، يقال: رُحْمٌ ورُحُمٌ كعُسْرٍ وعُسُرٍ، وقد قرئ بهما (٢) وهو الرحمة، وأنشد لرؤبة:

٤٠٩ - يَا مُنْزِلَ الرُّحْمِ عَلَى إدْرِيس ... ومُنْزِلَ اللَّعْنِ عَلَى إبْلِيس (٣)

{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (٨٢) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣)}:

قوله عز وجل: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} مفعول له، أي: فعلنا ذلك رحمة. أو مصدر مؤكد منصوب بأراد، لأنه في معنى رحمهما. أو في موضع الحال إما من الفاعل أو من المفعول.

وقوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ} الضمير لجميع ما صدر منه، أي: وما فعلتُ ما رأيت. {عَنْ أَمْرِي} عن رأيي واجتهادي ومن تلقاء نفسي، وإنما فعلتُه. بأمر الله.


(١) معانيه ٣/ ٣٠٥.
(٢) قرأ أبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب، ورواية عن أبي عمرو: (رُحُما) بضم الحاء. وقرأ الباقون: (رُحْما) ساكنة الحاء. انظر السبعة / ٣٩٧/. والحجة ٥/ ١٦٥ - ١٦٦. والمبسوط / ٢٨٢/. والتذكرة ٢/ ٤١٨.
(٣) انظر هذا الرجز أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ٢٩٠. وحجة الفارسي ٥/ ١٦٦. والمحرر الوجيز ١٠/ ٤٣٨. والقرطبي ١١/ ٣٧. واللسان (رحم).

<<  <  ج: ص:  >  >>