للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ذَلِكَ تَأْوِيلُ} ابتداء وخبر، أي: ذلك المذكور وهو ما سلف من الأجوبة الثلاثة تفسير ما لم تستطع عليه صبرًا، واسطاع واستطاع بمعنىً، وحَذْفُ التاء من الثاني تخفيف.

وقوله: {سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} الضمير في {مِنْهُ} يجوز أن يكون لذي القرنين، أي: سأقرأ عليكم خبرًا من أخباره، فحذف المضاف، وأن يكون لله جل ذكره. و {مِنْهُ} يحتمل أن يكون من صلة التلاوة، وأن يكون حالًا من {ذِكْرًا}.

{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)}:

قوله عز وجل: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ} الصعول محذوف، أي: ما يريد فيها.

وقوله: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} قيل السبب: ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة أو آلة.

وقوله: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} قرئ: بوصل الألف وتشديد التاء (١)، وهو يتعدى إلى مفعول واحد كتِبَعَ ومفعوله: {سَبَبًا}.

وقرئ: بقطع الألف وإسكان التاء (٢)، وهو يتعدى إلى مفعولين بشهادة قوله عز وجل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} (٣)، أحدهما: {سَبَبًا} والآخر محذوف، أي: فأتبع أمرَه سببًا، أو فأتبع سببًا سببًا (٤)، وقد مضى الكلام على تَبِعَ وَاتَّبَعَ وأَتْبَعَ وما قال فيهن أهل اللغة بأشبع ما يكون في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا (٥).


(١) أي (فاتَّبع) وهي قراءة أبي جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو، ويعقوب. والخمسة الباقون على القراءة التالية.
(٢) أي (فأَتْبع) وهي قراءة ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف. انظر القراءتين في السبعة ٣٩٧ - ٣٩٨. والحجة ٥/ ١٦٦ - ١٦٧. والمبسوط / ٢٨٢/.
(٣) سورة القصص، الآية: ٤٢.
(٤) كذا قدر أبو علي في الحجة ٥/ ١٦٨ في الموضعين.
(٥) انظر الكلام فيهن: الصحاح (تبع).

<<  <  ج: ص:  >  >>