للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (٨٦)}:

قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} أي: ما زال يسير في البلاد حتى بلغ موضع غروب الشمس.

{وَجَدَهَا تَغْرُبُ} (تغرب): في موضع الحال، لأنَّ وجد هنا بمعنى صادف.

وقوله: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} قرئ: بالهمز من غير ألف (١) وهي فَعِلَةً من حمِئَتِ البئرُ تحمَأ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر حَمَأً، إذا صارت فيها الحَمْأَةُ وهي الطين الأسود، وأحمأتها إحماء ألقيتَ فيها الحَمْأَةَ، وحمأتها أخرجت منها الحمأة. والمعنى: في عينٍ ذاتِ حَمْأَةٍ (٢).

وقرئ: (حامية) بالألف من غير همز (٣)، وفيها وجهان:

أحدهما: هي فاعلة من حميت تحمى فهي حامية، أي: حارة، أي وجدها في رأى العين كذلك.

والثاني: هي فاعلة من الحمأة، فخففت الهمزة بأن قلبت ياء خالصة لانفتاحها وانكسار ما قبلها، والقلب في نحو هذا مذهب جميع النحاة.

وأما قول الشيخ أبي علي هنا فيها، فخفف الهمزة على قياس قول أبي الحسن فقلبها ياء محضة، وإن خفف الهمزة من فاعلة على قول الخليل كانت


(١) قرأها كذلك نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، ويعقوب كما سوف أخرج.
(٢) قاله أبو عبيدة في المجاز ١/ ٤١٣. وعنه الفارسي في الحجة ٥/ ١٦٩.
(٣) هي قراءة أبي جعفر، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي، وخلف. انظرها مع التي سبقتها في السبعة / ٣٩٨/. والحجة ٥/ ١٦٩. والمبسوط / ٢٨٢/.

<<  <  ج: ص:  >  >>