للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الصفر المذاب، عن قتادة (١). وكل ذلك إذا أذيب قَطَر كما يقطر الماء، والمختار الوجه الأول وهو المشهور في اللغة، وهو قول: ابن عباس وغيره - رضي الله عنهما - (٢).

{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧)}:

قوله عز وجل: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوه} قرئ: (فما اسطاعوا) بالطاء مخففة (٣)، وأصله استطاعوا، فحذف التاء تخفيفًا كراهة اجتماعهما، لأن التاء قريبة المخرج من الطاء، فكأنهما مثلان لذلك.

وقرئ: (فما اسطّاعوا) مشددة الطاء (٤) على إدغام التاء فيها بعد قلبها طاء، وقارئه جامع بين الساكنين على غير الحد، والذي جوز ذلك ارتفاع اللسان عن المدغم والمدغم فيه ارْتِفاعةً واحدةً، كارتفاعه عن المتحرك. والمعنى: ما قدروا على أن يعلوا السد ويصعدوه لارتفاعه وانملاسه، وما استطاعوا له نقبًا لصلابته وثخانته. و {نَقْبًا}: مفعول به.

{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨)}:

قوله عز وجل: {هَذَا رَحْمَةٌ} الإشارة إلى السد، أو إلى العمل، أي:


= كتب مطبوعة، وكان يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهدًا في القرآن، توفي سنة ثلاثمائة وثمان وعشرين، وانظر ترجمته المطولة في تاريخ بغداد ٣/ ١٨١ - ١٨٦. وطبقات الزبيدي، وسير أعلام النبلاء. وقد أطلت في ترجمته لأن محقق المطبوع ترجم للأنباري النحوي صاحب الإنصاف، والبيان، ونزهة الألباء. فكيف يكون هذا. والماوردي الذي نسب القول لابن الأنباري متوفى قبل هذا الأخير بأكثر من مائة وعشرين عامًا؟ ! .
(١) حكاه الماوردي، وابن الجوزي في الموضعين السابقين عن مقاتل.
(٢) أخرجه الطبري ١٦/ ٢٦ عنه وعن مجاهد، والضحاك، وقتادة، كلهم قال: إنه النُّحاس. وانظر النكت والعيون ٣/ ٣٤٣.
(٣) هذه قراءة جمهور العشرة سوى حمزة كما سيأتي.
(٤) قرأها حمزة وحده. انظر السبعة / ٤٠١/. والحجة ٥/ ١٧٨. والمبسوط / ٢٨٥/.

<<  <  ج: ص:  >  >>