للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرئ: (هُدَيَّ) على لغة هذيل (١)، ووجهه: أنهم لما وَضَعُوا الصحيحَ على الكسر لأجل ياء النفْس (٢)، ولم يمكن كسر الألف، لأنها لا تتحرك، جذبوها إلى ما هو من جنس الكسرة وهو الياء، وأدغموه في ياء النَّفْس (٣).

و(فلا خوفَ) بالفتح (٤) على عموم النفي لجميع الخوف، والأحسنُ الرفع مع التنوين وإبطال عمل (لا) وعليه الجمهور؛ لأجل المعطوف عليه، وهو قوله: {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} لكونه معرفة و (لا) لا تعمل في المعارف. والتشاكل في كلام القوم مُعْتَبَرٌ مطلوب (٥).

وقرئ: (فلا خوفُ) بالرفع وترك التنوين (٦) على أنَّ (لا) بمعنى ليس، كما هي في قراءة الجمهور، إلا أنه حَذَفَ التنوينَ منه تخفيفًا لكثرة الاستعمال (٧).

وقيل: المراد: فلا الخوف، فحذف حرف التعريف (٨).

فإن قلتَ: ما الفرق بين الخَوْفِ والحُزْنِ؟ قلتُ: قيل: الخوف هو لما يُتَوَقَّعُ، والحُزْنُ هو لما قد وَقَعَ، فاعرفه.


(١) كذا في إعراب النحاس ١/ ١٦٥ - ١٦٦، والمحتسب ١/ ٧٦ ونسباها إلى عاصم الجحدري، وعيسى بن عمر الثقفي، وعبد اللَّه بن أبي إسحاق. وقال أبو الفتح: هي قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) يعني الحرف الصحيح قبل ياء المتكلم يكون مكسورًا.
(٣) انظر المصدرين السابقين والبيان ١/ ٧٦، وللأخفش تعليل آخر، انظر معانيه ١/ ٧٦.
(٤) نسبها النحاس ١/ ١٦٦ إلى الحسن، وعيسى، وابن أبي إسحاق، ونسبها ابن عطية ١/ ١٩٤ إلى الزهري ويعقوب وعيسى. وانظر القرطبي ١/ ٣٢٩.
(٥) انظر بالإضافة إلى النحاس، وابن عطية: العكبري ١/ ٥٥.
(٦) هي قراءة ابن محيصن باختلاف عنه، انظر المحرر الوجيز ١/ ١٩٥، والبحر ١/ ١٦٩.
(٧) كذا في المحرر الموضع السابق، وانظر البحر المحيط ١/ ١٦٩، وإتحاف فضلاء البشر ١/ ٣٨٩.
(٨) انظر في هذا القول تفصيلًا أوسع: البحر المحيط ١/ ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>