للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩)}:

قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا} (الذين) في موضع رفع بالابتداء، ونهاية صلته {بِآيَاتِنَا}.

{أُولَئِكَ}: مبتدأ ثانٍ. {أَصْحَابُ النَّارِ} خبره. والجملة في موضع رفع لوقوعها موقع الخبر. ولك أن تجعل {أَصْحَابُ النَّارِ} خبرًا عن المبتدأ الأول. و {أُولَئِكَ} بدلًا منه، أو عطف بيان له.

{هُمْ}: مبتدأ، {خَالِدُونَ} خبره، والظرف مُلْغىً متعلقٌ بالخبر، والجملة في موضع الحال من {أَصْحَابُ}، والعامل فيها معنى الإشارة، أو من {النَّارِ} لأجل الضمير العائد إليها وهو {فِيهَا}، والعامل فيها ما في المضاف من معنى الفعل من المصاحبة أو الملازمة، أو ما في اللام المُقَدَّرَة من معنى التمليك (١) والاستقرار.

هذا على قول من جَوَّزَ الحال من المضاف إليه، وأما من لم يُجَوِّزْ، فتكون حالًا من المضاف ليس إلا، أو خبرًا بعد خبر، ومثله في القياس والتقدير: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٢). فاعرفه، فإنه أصل يُعتمد عليه (٣).

فأما "آيةٌ" فَـ (فَعَلَةٌ) عند سيبويه رحمه الله (٤)، والأصل: (أَيَيَةٌ) أُعِلَّت العين بالقلب ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، كما أُعِلَّتِ اللام في نحو (حياة)، والأصل أن تعتل اللام وتسلمَ العينُ.


(١) في (أ): التعليل.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٨٢، وسورة الأعراف، الآية: ٤٢، وسورة يونس، الآية: ٢٦، وسورة هود، الآية: ٢٣.
(٣) انظر مشكل إعراب القرآن ١/ ٤٠ - ٤١ ففيه هذا الإعراب بأطول مما هنا.
(٤) في (د): عند (صاحب الكتاب). وانظر الكتاب لسيبويه ٤/ ٣٩٨ - ٣٩٩، وحكاه عنه ابن عطية ١/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>