للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصله: أَوْءَلُ، ثم خففت الهمزة الثانية بأن قلبت واوًا، وأدغمت الأولى فيما، كما خففت من مقروءة وخطيئة بالقلب والإدغام على إجراء الأصلي مُجرى الزائد (١).

وقيل: هو أفعَلُ من آل يَؤُول، وأصله (آوَلُ) ثم قلبت بأن جُعِل الفاءُ مكان العين، والعينُ مكانه، وفُعل به ما فعل بالوجه الذي قبله من القلب والإدغام، فوزنه على هذا (أعفَلُ) (٢). وانتصابه على خبر كان.

{كَافِرٍ بِهِ}: وصف لمحذوف، أي: أول فريق، أو فوج، أو حِزْبٍ كافر به، أو: ولا يكن كل واحد منكم أول كافر به، كقولك: أتينا الأميرَ فكسانا حُلَّةً. وقوله: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} (٣).

وقيل: هو على مذهب الفعل، أي: أول من كَفَرَ به (٤).

والضمير في {بِهِ} لـ (ما أنزلت) (٥). وقيل: {لِمَا مَعَكُمْ} (٦)، لأنهم إذا كفروا بما يصدقه فقد كفروا به. وقيل: لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعرفتهم به وبصفته، لكونه موصوفًا مكتوبًا عندهم في كتبهم (٧).

وقوله: {وَلَا تَشْتَرُوا}، الاشتراء: استعارةٌ للاستبدال، كقوله: {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} (٨).


(١) انظر مذهب الكوفيين في المصدرين السابقين، والبيان ١/ ٧٨، والتبيان ١/ ٥٨.
(٢) انظر في هذا الوجه والإعراب مشكل مكي ١/ ٤٣.
(٣) سورة النور، الآية: ٤.
(٤) هذا مذهب الفراء ١/ ٣٢، وذكره أبو إسحاق ١/ ١٢٣ عن الأخفش، وانظر القول الأول فيه، وقال: وكلا القولين صواب حسن.
(٥) يعني القرآن.
(٦) يعني التوراة.
(٧) انظر هذه الأقوال في معاني الزجاج ١/ ١٢٢ - ١٢٣، والنكت والعيون ١/ ١١٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٩٩.
(٨) الآية: ١٦، من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>