للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} السَّلْكُ: إدخال الشيء في الشيء، أي: أدخل في الأرض لأجلكم طرقًا تسلكونها.

وقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} محل قوله: {شَتَّى} النصب على أنها صفة لقوله: {أَزْوَاجًا}، أي: أصنافًا مختلفة من النبات. أو الجر على أنه صفة لـ {نَبَاتٍ}. والنبات: مصدر سمي به النابت كما سمي بالنبت وكلاهما مصدر نبت، فاستوى فيه الواحد والجمع لذلك. و {مِنْ نَبَاتٍ}: في موضع الصفة للأزواج. وفي {شَتَّى} وجهان، أحدهما: جمع لا واحد له من لفظه. والثاني: جمع شَتِيتٍ، كمرضى في جمع مريض.

{كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (٥٤) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (٥٦)}:

قوله عز وجل: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {فَأَخْرَجْنَا}، أي: قائلين ذلك. و {النُّهَى}: جمع نُهْيَةٍ، وهي العقل، وسمي العقل نُهْيَةً: لأنها تنهى عن القبيح، وقيل: لأن صاحبها يُنْتَهَى إلى رأيه فيعمل به (١).

{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (٥٨)}:

قوله عز وجل: {بِسِحْرٍ مِثْلِهِ} من صلة الإتيان، ويجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير الفاعل، أي: فلنأتينك ملتبسين به.

وقوله: {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} {مَوْعِدًا} مفعول قوله: {فَاجْعَلْ}. والموعد يكون زمانًا، ومكانًا، ومصدرًا


(١) انظر معاني الزجاج ٣/ ٣٥٩. والنكت والعيون ٣/ ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>