وقوله:{لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} يجوز أن يكون صفة لجسد إن جعلته مفعولًا ثانيًا، وأن يكون حالًا، إن جعلته حالًا على معنى: وما جعلنا الرسل قبله ذوي جسد غير طاعمين.
قوله عز وجل:{فِيهِ ذِكْرُكُمْ} في محل النصب على النعت لكتاب، و {ذِكْرُكُمْ} يجوز أن يكون المصدر مضافًا إلى المفعول والفاعل محذوف، أي: ذِكْرنا إياكم، وأن يكون مضافًا إلى الفاعل والمفعول محذوف، أي: ذِكْركم ما تريدون وما تكرهون.
وقوله:{وَكَمْ قَصَمْنَا}(كم) خبرية في موضع نصب بقوله: {قَصَمْنَا}، والقصم: كسر الشيء الصلب قهرًا. و {كَانَتْ ظَالِمَةً}: في موضع النعت لقرية، وجاز وصفها بالظلم، لأن المراد أهلها.
وقوله:{فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} جواب (لما) ما دل عليه {إِذَا هُمْ} أي: فلما أحسوا بأسنا أخذوا وشرعوا يهربون من قريتهم، و {إِذَا} هنا مكانية، وعاملها {يَرْكُضُونَ}، والإحساس: إدراك الشيء بالحاسة، والركض: ضرب الدابة بالرِّجْلِ (١).
قوله عز وجل:{فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} الإشارة إلى الكلمة أو المقالة، أي: فما زالت كلمة الويل دعواهم، أي: دعاؤهم. و {تِلْكَ} اسم زالت، و {دَعْوَاهُمْ} خبرها، أو بالعكس.
(١) كذا في الكشاف ٢/ ٥ قال: ومنه قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص: ٤٢].