الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

إعراب سورة الحج - ج: 4 - ص: 591

في قوله عز وجل: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (١).

وقرئ: {تَنْبُتُ} بفتح التاء وضم الباء (٢)، والباء للحال أو للتعدية، وكذا في قول من جعل أنبت بمعنى نبت.

وقرئ: (تُنْبَتُ) بضم التاء وفتح الباء (٣) على ترك تسمية الفاعل، وحكمه حكم (تَنْبُتُ)، أي: تنبت وفيها الدهن، والدهن عصارة الزيتون.

وقوله: {وَصِبْغٍ} الجمهور على جره عطفًا على لفظ قوله: {بِالدُّهْنِ} وقرئ: (وصِبْغًا) بالنصب (٤) عطفًا على محله، والصبغ والصباغ ما يصطبغ به من الأدم، وسمي صبغًا، لأن الخبز يلون به إذا غمس فيه، والمراد به الزيت عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وعند غيره: الزيتون (٥).

وقد مضى الكلام على {نُسْقِيكُمْ} في سورة النحل (٦). وقرئ: (تَسْقيكُمْ) بتاء مفتوحة النقط من فوقها (٧)، والمنوي فيه للأنعام.

وقوله: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ} أعيد (على) كراهة أن يعطف على المضمر المخفوض من غير إعادة الجار.

---

(١) سورة البقرة، الآية: ١٩٥.
(٢) هذه قراءة جمهور العشرة عدا ابن كثير، وأبا عمرو كما تقدم. وانظر القراءتين في السبعة / ٤٤٥/. والحجة ٥/ ٢٩١. والمبسوط / ٣١١/.
(٣) قرأها عامر بن قيس كما في مختصر الشواذ / ٩٧/. والزهري، والحسن، والأعرج كما في المحتسب ٢/ ٨٨. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٢٨. والقرطبي ١٢/ ١١٦.
(٤) قرأها الأعمش كما في مختصر الشواذ / ٩٧/. والكشاف ٣/ ٤٥. وزاد المسير ٥/ ٤٦٧ - ٤٦٨. والبحر ٦/ ٤٠١. وفي الإتحاف ٢/ ٢٨٣: (المطوعي عن الأعمش).
(٥) هو ابن زيد، والقولان مخرجان هكذا في جامع البيان ١٨/ ١٥. وانظر القرطبي ١٢/ ١١٦
(٦) انظر إعرابه للآية (٦٦) منها. وقد نصت عليها كتب القراءات في هذا الموضع أيضًا فذكرت أن قراءة نافع، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، ويعقوب (نسقيكم) بفتح النون، وأن قراءة الباقين عدا أبي جعفر (نُسقيكم) بضمها. انظر السبعة / ٤٤٥/. والحجة ٥/ ٢٩٢. والمبسوط ٣١١ - ٣١٢. والتذكرة ٢/ ٤٠١.
(٧) قراءة صحيحة لأبي جعفر وحده. انظر المبسوط / ٣١١/. والنشر ٢/ ٣٠٤.