للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق الأعشى: (وعظامًا إنكم) بكسر الهمزة (١) على الاستئناف، وخبر أنّ الأولى على ما ذكر وأوضح، أو على تقدير: أيعدكم كيت وكيت ويقول: إنكم مخرجون.

ويجوز في الكلام كسر (أنَّ) الأولى على تضمين (يعد) معنى (يقول) (٢). وأما العامل في {إِذَا} فقد أوضحت إما بالتقدير أو بنصي عليه، ولا يجوز أن يكون العامل فيه {مِتُّمْ} كما زعم أبو إسحاق (٣)، لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف، وليس (إذا) بشرط محض، إنما فيه معنى الشرط، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض (٤).

{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦)}:

قوله عز وجل: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} جمهور القراء على فتح تاء {هَيْهَاتَ} فيهما من غير تنوين، وهو اسم سمي به الفعل، وهو خبر واقع موقع بَعُدَ، كما أن شتان اسم واقع موقع افترق. وبَعُدَ فعل ماض والفعل لا بد له من الفاعل في الأمر العام، وفي فاعله هنا وجهان:

أحدهما: وهو الجيد: أنه مضمر تقديره: بَعُدَ إخراجكم لما توعدون أو التصديق لما توعدون أو نحوه مما يدل عليه {مُخْرَجُونَ}، واللام للبيان كالتي في (لك) في قوله: {هَيْتَ لَكَ} (٥).

والثاني: (ما توعدون) لأنه هو المستبعد، وإذا كان كذلك فحقه أن يرتفع به كما ارتفع العقيق به في قوله:


(١) انظر رواية الأعشى أيضًا في التذكرة ٢/ ٤٥١.
(٢) جوزه الزجاج ٤/ ١٢. وحكاه عنه النحاس في المعاني ٤/ ٤٥٦.
(٣) معانيه ٤/ ١١.
(٤) انظر مثل هذا الرد في مشكل مكي ١٠٨.
(٥) سورة يوسف، الآية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>