للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (تُهْجِرون) بضم التاء وكسر الجيم (١)، من الإهجار وهو الإفحاش في المنطق، يقال: أهجر في منطقه، إذا أفحش وأتى بالهُجْر، وهو الفحش، وفي الحديث في زيارة القبور: "زوروها ولا تقولوا هُجْرًا" (٢) أي: فحشًا وما لا خير فيه من الكلام.

وقرئ: (تُهَجِّرُونَ) بضم التاء وكسر الجيم مشددة (٣)، مِن يُهَجِّر الذي هو مبالغة في هجر، أي: تكثرون من ذلك، وهو الهذيان والإعراض على ما شرح آنفًا، لأن فَعَّل بالتشديد موضوع في كلام القوم للتكثير.

{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (٧٠) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (٧١) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (٧٤) وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥)}:

قوله عز وجل: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} الأصل: أفلم يتدبروا، فأدغمت التاء في الدال بعد قلبها دالًا. والتدبر: التأمل، والمراد بالقول عند الجمهور: القرآن، وسُمّي قولًا؛ لأنهم خوطبوا به. وقيل: {الْقَوْلَ} كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) قرأها نافع وحده من العشرة. انظرها مع قراءة الجمهور في السبعة / ٤٤٦/. والحجة ٥/ ٢٩٨. والمبسوط / ٣١٣/.
(٢) من عدة طرق أخرجه الإمام مالك في الموطأ ٢/ ٤٨٥. والإمام أحمد في المسند ٣/ ٦٣ و ٣/ ٢٣٧. والنسائي في الجنائز باب زيارة القبور ٤/ ٨٩.
(٣) قرأها عكرمة وغيره. انظر مختصر الشواذ / ٩٨/. والمحتسب ٢/ ٩٦. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٤٣. وزاد المسير ٥/ ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>