للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ} قرئ: (خَرَاجًا فَخَرَاجُ) بالألف فيهما، و (خَرْجًا فَخَرْجُ) بغير الألف فيهما، و (خَرْجًا فَخَرَاج) بغير الألف في الأول وبالألف في الثاني (١). واختلف فيهما، فقيل: هما بمعنىً، وهو ما تخرجه إلى الإمام من زكاة أرضك، وإلى كل عامل من أجرته وجَعْله.

وقيل: الخرج: الأجرة، والخراج: ما يضرب على الأرضين.

وقيل: الخرج أخص من الخراج، تقول: أدِّ خرج رأسك وخراج مدينتك، وزيادة اللفظ لزيادة المعنى عند قوم (٢).

{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٧٨) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٨٠) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣)}:

قوله عز وجل: {فَمَا اسْتَكَانُوا} الاستكانة: الذلة والخضوع، وفيه وجهان:

أحدهما: هو استفعل من الكون، أي: انتقل من كون إلى كون، قيل: استحال، إذا انتقل من حال إلى حال، وأصله: استكونوا، ثم أعل.


(١) كلها من المتواتر، فقد قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالألف فيهما. وقرأ ابن عامر: بغير الألف فيهما. وقرأ باقي العشرة: الأول بغير ألف، والثاني بألف. انظر السبعة / ٤٣٧/. والحجة ٥/ ٢٩٨. والمبسوط ٢٨٣ - ٢٨٤. والتذكرة ٢/ ٤٥٣.
(٢) انظر هذه الأقوال في معنى الخرج والخراج: مجاز القرآن ٢/ ٦١. وإعراب النحاس ٢/ ٤٢٤. والحجة ٥/ ٢٩٨. والنكت والعيون ٤/ ٦٣. والكشاف ٣/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>