للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {أَلَا يَتَّقُونَ} مستأنف، أي: أَلَا يتقون الله فقد حان لهم أن يتقوا، وهذه كلمة استبطاء وحث وإغراء، أي: ليتقوا، وقد جوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في {الظَّالِمِينَ} أي: يظلمون غير متقين عقابه، فأدخلت همزة الإنكار على الحال (١).

والجمهور على الياء لأن القوم غيب، وقرئ: (ألا تتقون) بالتاء النقط من فوقه (٢)، على الخطاب على طريقة الالتفات إليهم على إضمار قل، أي: قل لهم ألا تتقون الله.

وعلى فتح النون على ما أوضحت وقدرت مرتين، وقرئ: (أَلَا يتقونِ) بكسرها (٣)، وفيه وجهان:

أحدهما: أن الأصل والمعنى: ألا يتقونني، فحذفت إحدى النونين كراهة اجتماع المثلين، والياء اجتزاء بالكسرة عنها، ويجوز إدغامها في الكلام، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به، لأن القراء سنة متبعة.

والثاني: أن الأصل والمعنى: ألا يا ناس اتقون، كقوله: (أَلَا يَسْجُدُوا) (٤) على قراءة الكسائي (٥)، لأنه أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا، ومن أبيات الكتاب:

٤٨١ - يَا لَعْنَةُ اللهِ والأَقْوَامِ كُلِّهِمُ ... . . . . . . . . . . . . . . (٦)


(١) قاله الزمخشري ٣/ ١٠٨ بعد الأول.
(٢) قرأها عبد الله بن مسلم بن يسار، وحماد بن سلمة، وأبو قلابة. انظر مختصر الشواذ / ١٠٦/. والمحتسب ٢/ ١٢٧. والمحرر الوجيز ١٢/ ٥٣.
(٣) ذكرها ابن خالويه / ١٠٦/ وقال: أجازه عيسى. وذكرها الزمخشري ٣/ ١٠٨. وأبو حيان ٧/ ٧ دون نسبة.
(٤) سورة النمل، الآية: ٢٥.
(٥) سوف تأتي في السورة التالية وأخرجها في موقعها إن شاء الله.
(٦) صدر بيت ينسب لسالم بن دارة، وعجزه:
. . . . . . . . . . ... والصالحينَ على سمعانَ مِن جارِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>