للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: يا قوم.

{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤)}:

قوله عز وجل: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} الأصل: يكذبونني بنونين: الأولى علم الرفع، والثانية تصحب ياء النفْس، فحذفت التي هي علم الرفع، وبقيت التي تصحب ياء النفس اكتفاء بالكسرة عنها.

والجمهور على رفع الفعلين، وهما {يَضِيقُ} و {يَنْطَلِقُ} عطفًا على خبر (إنَّ) وهو {أَخَافُ}، أي: وإني يضيق صدري وإني لا ينطلق لساني بتكذيبهم إذا كذبوني. وبالنصب (١) عطفًا على صلة (أَنْ)، على تعلق الخوف بالأمور الثلاثة وهن: التكذيب، وضيق الصدر، وامتناع انطلاق اللسان، وأما الرفع: فعلى تعليق الخوف بالتكذيب، فاعرف الفرق بينهما.

وقوله: {فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} المرسَلُ هنا جبريل - عليه السلام - على معنى: فأرسل جبريل إليه واجعله رسولًا ليأتي معي معينًا، أو موسى - عليه السلام - على معنى: فأرسلني مع هارون. ولك أن تبقي {إِلَى} على بابه، على معنى: فأرسلني مضمومًا إلى هارون، فيكون {إِلَى}، في موضع الحال من موسى - عليه السلام - متعلقًا بهذا المقدر المنصوب على الحال، [وفيه ذكر مرتفع به على هذا الوجه] فاعرفه فإنه موضع.


= وانظره في الكتاب ٢/ ٢١٩. والكامل ٣/ ١١٩٩. ومعاني النحاس ٥/ ١٢٦. وإعرابه ٢/ ٥١٨. واشتقاق أسماء الله للزجاجي / ٣٨/. وسمط اللآلي ١/ ٥٤٦. والحجة للقراء السبعة ٥/ ٣٨٤. والكشف ٢/ ١٥٨. وشرح الحماسة للمرزوقي ١٥٩٣. والمفصل / ٦٤/. وأمالي ابن الشجري ٢/ ٦٩. والإنصاف ١/ ١١٨.
(١) قرأ يعقوب وحده من العشرة بنصب (يضيق) و (ينطلق). انظرها مع قراءة الجمهور في المبسوط ٣٢٦ - ٣٢٧. والتذكرة ٢/ ٤٦٩. والنشر ٢/ ٣٣٥. ونسبها النحاس في المعاني ٥/ ٦٦ إلى الأعرج، وطلحة، وعيسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>