للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} واحد {مَصَانِعَ}: مصنَعة ومصنُعة بفتح النون وضمها. والمصانع: الحصون، والمصانع: الحياض تجمع فيها الماء، وبهما فُسِّرَ هُنا (١).

والجمهور على فتح تاء {تَخْلُدُونَ} وضم لامه على البناء للفاعل، وقرئ: (تُخلَدون) بضم التاء مخففًا ومشددًا على البناء للمفعول (٢)، وماضيه أخلَد وخَلَدَ.

وقوله: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (إذا) منصوب بـ {بَطَشْتُمْ} الثاني، وانتصاب {جَبَّارِينَ} على الحال، أي: قهارين، وقيل: قتالين. وقيل: متكبرين. وقيل: مبادرين (٣).

وقوله: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ} هذه الجملة عارية عن المحل؛ لكونها مفسرة لما قبلها، وأنعام: جمع نَعَمٍ، وهي الإبل، والبقر، والغنم.

وقوله: (إنْ هذا إلَّا خَلْقُ الأَولين) قرئ بفتح الخاء وإسكان اللام (٤)، وهو مصدر خلق يخلق خلقًا، إذا اختلق وافترى، على معنى: أن ما جئت به مما تدعونا إليه اختلاق الأولين وافتراؤهم، أو ما خلقنا هذا إلا كخلقهم، نموت كما ماتوا.

فإن قلت: قوله: (خَلْقُ الأولين) مبني للفاعل أو للمفعول؟ قلت: أما على الوجه الأول: فمبنى للفاعل ليس إلا مضاف إليه، وأما على الثاني:


(١) انظر جامع البيان ١٩/ ٩٥ - ٩٦. ومعاني النحاس ٥/ ٩٣.
(٢) قرأ قتادة: (تُخْلَدون) مخففًا. وقرأ أبو العالية: (تُخَلَّدون). انظر مختصر الشواذ / ١٠٧/. والمحتسب ٢/ ١٣٠. والمحرر الوجيز ١٢/ ٧٣. وزاد المسير ٦/ ١٣٦ حيث نسبت فيه القراءتان إلى آخرين.
(٣) مأخوذ من قول الحسن - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الكلمة: تبادرون تعجيل العذاب لا تتثبتون. انظر الكشاف ٣/ ١٢٢.
(٤) أي: (خَلْقُ)، وهي قراءة أبي جعفر، وأبي عمرو، وابن كثير، والكسائي، ويعقوب كما سوف أخرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>