منزلًا من الله، لم يتقوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وليس بشعر، ولا سحر، ولا أساطير الأولين كما زعم الجهلة من الكفرة.
وقوله:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}(أم) للخروج من حديث إلى حديث، وهي التي تسميها النحاة منقطعة بمعنى بل والهمزة، أي: بل أيقولون افتراه محمد؟ أي: اختلقه من تلقاء نفسه.
وقيل:{أَمْ} هنا هي المتصلة، أي: يقولون إنه تنزيل من رب العالمين أم يقولون افتراه.
وقيل:{أَمْ} بمعنى الواو.
والوجه هو الأول وعليه الجمهور، وهو أن تكون المنقطعة الكائنة بمعنى بل والهمزة، لأنها استفهام مستأنف.
وقوله:{بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}(من ربك) في محل نصب على الحال، وهي حال مؤكدة كالتي في قوله:{وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}(١)، وقولك: هو زيد معروفًا.
وقوله:{لِتُنْذِرَ} إن جُعِلت اللام من صلة ما قبلها لم يوقف على قوله: {مِنْ رَبِّكَ}، وإن جُعلت من صلة محذوف على معنى أنزله لتنذر، وُقف على قوله:{مِنْ رَبِّكَ}.
وقوله:{مَا أَتَاهُمْ}(ما) نافية والجملة صفة للقوم، والمعنى: لتنذر قومًا لم ينذرهم قبلك نذير، وذلك أن قريشًا لم يبعث الله إليهم رسولًا قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - على ما فسر.