للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَزُخْرُفًا} يجوز أن يكون عطفًا على قوله: {مِنْ فِضَّةٍ} على معنى: سقفًا من فضة ومن زخرف، والزخرف: الذهب. وأن يكون منصوبًا بفعل مضمر، أي: وجعلنا لهم زخرفًا، أي: زينة من كل شيء.

وقوله: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ} قرئ: (لَمَا) بالتخفيف والتشديد (١). مَن خفف: جعل (إنْ) هي المخففة من الثقيلة، على تقدير: إنِ الأمر والشأن، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، و (ما) صلة، والتقدير: وإن الأمر أو الشأن كلُّ ذلك لمتاع الحياة الدنيا. ومَن شَدَّدَ: جعل (إن) بمعنى (ما) و (لما) بمعنى (إلا) كقوله: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (٢) تعضده قراءة من قرأ: (وما كل ذلك إلا) (٣).

وقرئ: (لِما) بكسر اللام (٤)، و (ما) على هذه موصولة، والعائد إليها من صلتها محذوف، أي: الذي هو متاع الحياة، وحَذْف العائد هنا كحذفه في قوله جل ذكره: (ما بعوضةٌ) (٥). و (وتمامًا على الذي أَحْسَنُ) (٦) في قول من رفعهما (٧).

قال أبو الفتح: ينبغي أن تكون {كُلُّ} على هذه القراءة منصوبة، لأن (إن) مخففة من الثقيلة، وهي متى خففت من الثقيلة وأبطل نصبها لزمتها


(١) قرأ عاصم، وحمزة وهشام عن ابن عامر: (لمَّا) مشددة، وقرأ الباقون: (لمَا) مخففة. انظر السبعة/ ٥٨٦/. والحجة ٦/ ١٤٩. والمبسوط/ ٣٩٨/. والتذكرة ٢/ ٥١٢. والكشف ٢/ ٢١٥.
(٢) سورة الملك الآية: ٢٠.
(٣) كذا حكى صاحب الكشاف ٣/ ٤١٩ هذه القراءة. وحكاها غيره: (وما ذلك إلا ... ) وهي كذلك في مصحف أُبي رضي الله عنه. انظر حجة الفارسي ٦/ ١٤٩. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٥٧.
(٤) قرأها أبو رجاء كما في المحتسب ٢/ ٢٥٥. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٥٧. والقرطبي ١٦/ ٨٧.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٦.
(٦) سورة الأنعام، الآية ٢٥٤.
(٧) تقدم تخريج القراءتين في موضعيهما، وكلاهما من غير العشرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>