وقوله:{فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} يحتمل أوجهًا من الإعراب:
أن يكون {ذِكْرَاهُمْ} مبتدأ، و (أنى لهم) الخبر، و {إِذَا} ظرف للظرف وهو {لَهُمْ}، والمنوي في {جَاءَتْهُمْ} للساعة، أي: من أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة؟
وأن يكون {ذِكْرَاهُمْ} أيضًا مبتدأ على ما ذكر آنفًا، والمنوي في {جَاءَتْهُمْ} لها، أعني للذكرى، والمعنى: من أين تنفعهم ذكراهم إذا جاءتهم؟ أي: لا تنفعهم.
وأن يكون {ذِكْرَاهُمْ} فاعل {جَاءَتْهُمْ}، ويكودن المبتدأ مضمر دل عليه {ذِكْرَاهُمْ}، أي: أنى لهم الخلاص والنجاة إذا جاءتهم ذكراهم، فاعرفه فإنه موضع.
قوله عز وجل:{نَظَرَ الْمَغْشِيِّ} أي: نظراً مثل نظر المغشي.
وقوله:{مِنَ الْمَوْتِ} يجوز أن يكون من صلة {الْمَغْشِيِّ}، أي: كالذي يغشى عليه من الموت. وأن يكون من صلة محذوف هو مفعول له، أي: خوفًا من الموت.
وقوله:{فَأَوْلَى لَهُمْ} ابتداء وخبر، وهي كلمة تحذير ووعيد بمعنى: فويل لهم، وهو أفعل من الوَلْي وهو القرب، ولا ينصرف لوزن الفعل والتعريف، واللام في {لَهُمْ} للبيان، وُضع ليعلم لمن يكون ذلك، ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه.
وقيل: هو أفعل بمعنى التفضل، والمعنى: فالعقاب أولى لهم،