{فَاكِهِينَ}، ونصبه على الحال من المستكن في الظرف والظرف مستقر، وقرئ:(فاكهون) بالرفع (١)، على أنه خبر {إِنَّ} والظرف ملغى، ويجوز أن يكون مستقرًا، ويكون (فاكهون) خبرًا بعد خبر، والأول أمتن وهو أن يكون الظرف لغوًا.
وقوله:{بِمَا آتَاهُمْ} من صلة {فَاكِهِينَ}، أي: متلذذين بسبب ما آتاهم ربهم.
وقوله:{وَوَقَاهُمْ} جوز أن يكون عطفًا على الظرف وهو {فِي جَنَّاتٍ}، لأن التقدير: استقروا فيها. أو على {آتَاهُمْ} على أن تجعل (ما) مصدرية، والتقدير: متلذذين بايتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم، وأن تكون الواو للحال، و (قد) بعدَها مرادة.
قوله عز وجل:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا} أي: يقال لهم ذلك. وفي انتصاب قوله:{هَنِيئًا} وجهان، أحدهما: نعت لمصدر محذوف، أي: أكلًا وشربًا هنيئًا. والثاني: مصدر مؤكد لفعله، وهو محذوف تقديره: هنأكم الأكل والشرب، أو هنأكم ما كنتم تعملون، أي: جزاء ما كنتم تعملون هنيئًا، وفعيل في المصادر كثير، كالنسيب والنكير، والباء يجوز أن تكون من صلة {هَنِيئًا}، وأن تكون من صلة {كُلُوا وَاشْرَبُوا} إن قَدَّرْتَ: هنأكم الأكل والشرب.
وقوله:{مُتَّكِئِينَ}: نصب على الحال من الضمير في {كُلُوا
(١) حكاها أبو حاتم عن خالد. انظر المحرر الوجيز ١٥/ ٢٣٦ وفيه تصحيف. والبحر ٨/ ١٤٨. والدر المصون ١٠/ ٦٨.