التي هي {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا}، والثانية (خافِضَةً)، والثالثة (رافِعَةً). وجاز ذلك وحسن، أعني كثرة الأحوال، لأن الحال نوع من الخبر، فكما جاز لك أن تأتي للمبتدأ بأخبار، كذلك يجوز أن تأتي بأحوال.
وقوله:{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} يجوز أن تكون بدلًا من {إِذَا} الأولى. وأن تكون خبرًا لها كما شُرح. وأن تكون ظرفًا لـ {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} أي: تخفض وترفع وقت رَجّ الأرضِ وبَسِّ الجبال. وأن لكون مفعولًا به بمعنى: اذكر وقت رجّ الأرض، و {رَجًّا} مصدر مؤكد لفعله، وكذا {بَسًّا}.
وقوله:{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} مبتدأ. {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} جملة من مبتدأ وخبر، والجملة خبر {أَصْحَابُ} الذي هو المبتدأ الأول، والمعنى: وأصحاب الميمنة ما هم؟ فلذلك جاز ألا يعود على المبتدأ الأول عائدٌ من المجملة، لأن {أَصْحَابُ} الثاني هو الأول، فهو محمول على المعنى دون اللفظ، وظهور الاسم الثاني بعد تقدمه، ولم يأت مضمرًا، لأنه أفخم وأشد في التعظيم. وكذا {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} حكمُهُ حكمُه في جميع ما ذكرت.