للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: ولو كان العامل الأول لقيل: اقرؤوه (١).

والهاء في {كِتَابِيَهْ} هاء السكت، وكذا في {حِسَابِيَهْ}، و {مَالِيَهْ} و {سُلْطَانِيَهْ}، وحق هذه الهاءات أن تكون في الوقف دون الدرج، لأنها إنما جيء بها لبيان الحركة، وإذا كان كذلك فحكمها أن تكون في الوقف دون الوصل. وأما في {الْقَاضِيَةَ} وفي {وَاهِيَةٌ} و {خَاوِيَةٍ} و {ثَمَانِيَةٌ} و {عَالِيَةٍ} و {دَانِيَةٌ} و {الْخَالِيَةِ} فإنها فيهن للتأنيث يوقف عليهن بالهاء، ويوصلن بالتاء، هذا هو المختار.

وقوله: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} اختلف فيها فقيل: بمعنى مَرْضِيَّة، وقيل: على النسب، أي: ذات رضى، كما قالوا: لابِن وتَامرٍ، أي: ذو لبن وذُو تَمرٍ، وقيل: فيها الرضا، كما يقال: ليل نائم، أي: يُنام فيه، فجعل الفعل لها مجازًا وهو لصاحبها (٢).

وقوله: {فِي جَنَّةٍ} بدل بإعادة الجار. {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} الجملة في موضع الصفة للجنة.

وقوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا} جوز أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: أكلا هنيئًا، وشربًا هنيئًا. وأن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله وفعله محذوف، أي: هنئتم هنيئًا.

وقوله: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ} الباء للسبب، أي: بسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في الدنيا. وقيل: للبدل، أي: بدل ما أسلفتم.

وقوله: {مَا أَغْنَى عَنِّي} (ما) يجوز أن تكون نافية والمفعُول محذوف، أي: لم يدفع عني مالي شيئًا من عذاب الآخرة. وقيل: لم يغن عني مالي الذي كان لي في الدنيا شيئًا في الآخرة، بل ألهاني عن أمر الآخرة فضرني


(١) انظر هذا الإعراب مع مذهب البصريين والكوفيين في الكشاف ٤/ ١٣٥.
(٢) انظر هذه الأقوال في الكشاف ٤/ ١٣٥. والتبيان ٢/ ١٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>