وقوله:{وَأَخْرَجَ} فيه وجهان، أحدهما: تفسير لقوله: {دَحَاهَا}، والثاني: حال و (قد) معه مرادة، فلذلك عَرِيَ عن العاطف، فاعرفه.
وقوله:{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} قرئ: بالنصب، وعليه الجمهور، أي: وأرسى الجبال. والرفع (١) والقول فيه كالقول في (الأرضَ).
وقوله:{مَتَاعًا} يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله، وفعله محذوف يدل عليه سياق الكلام، أي: متعناكم بها متاعًا، أي: تمتيعًا، والمتاع: بمعنى التمتيع، كالسلام بمعنى التسليم. وأن يكون في موضع الحال من المنوي في {أَخْرَجَ}، أي: ممتِعًا لكم، وأن يكون مفعولًا له، أي: فعلنا ذلك تمتيعًا لكم ولأنعامكم.
فإن قلت: قوله: {وَمَرْعَاهَا}، ما المرعى هنا؟ قلت: يجوز أن يكون هو الرِعْيَ، والرعيُ: الكلأُ، أي: ورعيها، وأن يكون مصدرًا سمي المفعول به كَخَلْقِ الله، وصَيْدِ الصائدِ. وأن يكون موضع الرعي، والتقدير على هذا: أخرج منها ماءها وخلق فيها مرعاها، فاعرفه فإنه موطن.
قوله عز وجل: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ} (يوم) يجوز أن يكون بدلًا من (إذا)، وأن يكون ظرفًا لقوله:{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ}، يعني أن مجيء الطامة إنما يكون في هذا اليوم، فأما جواب (إذا) فقوله: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} وما بعده، والتقدير: فإذا جاءت الطامة الكبرى كانت أحوال الطغاة