للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإشعار بأنه لشهرته وكونه عَلَمًا، معلومٌ بغير ذكر. (١).

وقيل: الضمير للعِلْم، أو للقرآن، أو تحويل القبلة، أو للبيت (٢)، والوجه الأول (٣)، حضده ما رُوي عن عمرَ رضي الله عنه أنه سأل عبد اللَّه بن سلام رضي الله عنه عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: أنا أعلم به مني بابني. قال: ولم؟ قال: لأني لست أشك في محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه نبي، فأما ولدي، فلعلَّ والدتَه خانت. وفي أخرى: ولا أدري ما تصنع النساء. فقبَّل عمر رضي الله عنه رأسه (٤).

وقوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} يجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار أعني، أو رفع على إضمار مبتدأ، أي: هم الذين.

{كَمَا يَعْرِفُونَ}: الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، أي: عرفانًا مثل معرفة أبنائهم، و (ما) مصدرية، والهمزة الواقعة بعد الألف في {أَبْنَاءَهُمْ} بدل من ألف، وتلك الألف بدل من واو، أو ياء على الخلاف المشهور (٥).

{مِنْهُمْ}: في موضع نصب نعت لفريق.

{وَهُمْ يَعْلَمُونَ}: في محل النصب على الحال من الضمير في {لَيَكْتُمُونَ}.


(١) انظر الكشاف ١/ ١٠٢.
(٢) لَمْ يخرج الطبري ٢/ ٢٦ إلَّا عَود الضمير على القبلة أو البيت، وذكر الزجاج ١/ ٢٢٥، والنحاس ١/ ٢٢١، والماوردي ١/ ٢٠٤، وابن الجوزي ١/ ١٥٨ قولين، أحدهما: القبلة والتحويل، والثاني: النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصحة أمره. أقول: والعلم مذكور في الآية السابقة، والقرآن - الكتاب - مذكور في هذه الآية، لذلك ذكرهما أيضًا الزمخشري ١/ ١٠٢، وأبو حيان ١/ ٤٣٥ من جملة الأقوال في عود الضمير الذي في (يعرفونه).
(٣) لذلك قدمه الزمخشري ١/ ١٠٢، والرازي ٤/ ١١٨، والقرطبي ٢/ ١٦٢.
(٤) هكذا ساقه الزمخشري ١/ ١٠٢، والرازي ٤/ ١١٦ دون الرواية الثانية. وذكرها أبو حيان ١/ ٤٣٥، وعزاها السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٥٧ إلى ابن عباس رضي الله عنهما، لكنها عن طريق الكلبي.
(٥) لَمْ يذكر الجوهري (بنا) غير الواو. وقد تقدم الخلاف عند إعراب الآية: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>